بقلم – محمد البيض
مما لا شك فيه أن هذا الموضوع هو من الموضوعات الهامة، إذ شاهد العالم بأسره في الآونة الأخيرة وإلى حدود الآن تفشي وباء كوفيد 19، والذي لم يتوصل إلى أي لقاح له، ويبدو أن الأزمة الصحية الحالية إختبار للجميع، وقد بدأت وسائل الإعلام تتحدث منذ الآن عما بعد كورونا، كما لو أن نهاية الوباء قد تمت برمجتها أو كما كأن كل شيء سيعود إلى طبيعته بعد أسابيع أو أشهر قليلة، الأمر الذي أظهر لنا مجموعة من الأمور في ظل الظرفية التي يعيشها المغرب إثر وباء كورونا المستجد، فهناك شريحة كبيرة من الطلبة يعانون في صمت جراء توقف الدارسة الذي قررته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تعليق الدراسة في المغرب، وذلك في إطار التدابير الاحترازية الرامية إلى الحد من العدوى وانتشار “وباء كورونا” (كوفيد 19).
توقيف الدراسة
و كما أعلنت الوزارة السالفة الذكر أنه قد تقرر توقيف الدراسة بجميع الأقسام والفصول انطلاقا من يوم الاثنين 16 مارس 2020 حتى إشعار آخر، مما أذى الى مغادرة كل الطلبة إلى منازلهم بسبب إعلان حالة الطوارئ الصحية من طرف الحكومة ، وإلزام كل المواطنين بعدم الخروج من منازلهم بسبب وباء كورونا، إلا أن أصحاب بيوت الإجار يطالبون الطلبة والطالبات بواجب الكراء دون مراعات للظروف التي يمر منها وطننا الحبيب الأمر الذي عبر عنه الكثير من الطلبة والطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، فمنهم من يهدد برمي أغراضهم غير مبالي بأي شيء، وهناك من تفهم أننا في وضع يحتم علينا التضامن والتعاون في ما بيننا لإيجاد حلول تناسب كلى الطرفين، لدى نريد أن نوجه رسالة إلى أصحاب بيوت الإيجار دعوة للتعاون مع الطلبة والطالبات هم أبنائهم ونحن نعيش في ظرفية استثنائية والكل بدون أي عمل وهناك من لم يستفد من الدعم المالي المؤقت المقدم عبر صندوق تدبير جائحة كورونا
“كوفيد-19” المحدث بتعليمات سامية من جلالة الملك حفظه الله، لفائدة أرباب الأسر العاملة في القطاع غير المهيكل الذين فقدوا مدخولهم نتيجة لحالة الطوارئ الصحية، وحتى تلك المنحة التي يستفيد منها الطلبة، وهناك من لم يستفد منها رغم استحقاقه لها، ومنهم من قدمها لصاحب المحل لبيع المواد الغدائية أو الجزار لتسديد ديون أسرته وبالأخص في هذا الشهر الكريم الذي تتكاتر مشترياته، لدى وجب علينا أن نتضامن مع بعضنا البعض، وهذا ما عهدناه نحن المغاربة على أنفسنا مند القدم على قيم الأخوة والكرم والتعاون، لدى فلا يتوجب إستغلال ضعفهم وقلة حيلتهم يكفي أنهم توقفوا عن الذهاب إلى الجامعة واكتفو بالتمدرس عن بعد ولهذه الوسيلة سلبيات في نظري أكتر من إجابياتها أول شيء هو مكوتهم بمنازلهم مع أسرهم دون أي دخل حتى الدعم الذي خصصته وزارة الإقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة إستفاد منه الغني أكتر من الفقير، ولحد الساعة أسر تعاني، ولم تجد ما تأكله فكيف للطلبة متابعة دراستهم الجامعية أو شراء تعبئة لمواكبة المحاضرات، وثانيا أننا نعرف أكبر عدد من الطلبة هم من المجال القروي معانات كبيرة لن يعلمها إلا هم فقط ( عدم الإستفادة من الدعم المالي، ضعف شبكة الإنترنت، عدم توفر بعض الأسر على التلفاز او الهاتف…).
فالتحول الذي عرفه التعليم عبر الإنترنت، بسبب انتشار وباء كورونا المستجد، في زيادة عدم المساواة في الوصول إلى التعليم بين طلاب الجامعات في المنطقة في ظل تباين واقع انتشار وسرعة شبكة الإنترنت لكل دولة، إضافة إلى إمكانية امتلاك حواسب شخصية وهواتف ذكية.
إذ يعاني الطلاب ذوي الدخل المحدود وسكان المناطق القروية والجبلية والنائية من صعوبات كبيرة في الانخراط في العملية التعليمية عبر الإنترنت، في حال كان لديهم الإمكانية أصلا للولوج إلى الشبكة العنكبوتية.
متى بدأ التعليم عن بعد؟
التعليم عن بعد أصبح الفرصة البديلة وضرورة الحتمية في الظروف الصعبة والاستثنائية، وهذه الطريقة في التواصل بدأت منذ فترة طويلة وأخذت أشكالًا مختلفة.
ففي عام 1892م تأسست في جامعة شيكاغو أول إدارة مستقلة للتعليم بالمراسلة، وبذلك صارت الجامعة الأولى على مستوى العالم التي تعتمد التعليم عن بعد، ولقد أتاح التعليم عن بعد الفرص للطلاب الكبار، كما أنه أعطى للطلاب الإحساس بالمسؤولية تجاه تعلمهم، فقد كان الطلاب يرسلون واجباتهم والوظائف بالبريد ثم يصححها المعلمون، ويعيدون إرسالها بالدرجات إلى الطلاب، وكان التحكم بنظام الفحص يتم عن بعد.
فترة تمديد الحجر الصحي
ومع تمديد فترة الحجر الصحي هذا الأمر الذي أعلن عنه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني من الإجتماع المشترك للبرلمان يوم الإتنين 18 ماي 2020، حيث تم تمديد حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي لثلاثة أسابيع إضافية، وإن الخروج منه بشكل آمن ودون انتكاسة مسؤوليتنا جميعا .
ويظل الطالب يتخبط بين مشاكل التعلم عن بعد ومشاكل أداء الواجب الكراء وكما تقول الإحصائيات الواردة عن منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو)؛ بأن عدد الطلاب الذين اضطرتهم “كورونا” إلى الانقطاع عن المدارس مليار و344 مليون، و914 ألف طالب وطالبة في 138 دولة حول العالم بنسبة 82.2٪ من الطلاب المقيدين في مدارس، منهم نحو 83 مليون طالب مدرسي في الدول العربية.
مشاكل حقيقية ولكن هذا ظرف طارئ واسثتنائي وجب على كل المواطنين والمواطنات المغاربة المكوت في منازلهم والإلتزام بالحجر الصحي ونسأل الله العلي العظيم أن يرفع هذا الوباء إنه ولي ذلك والقادر عليه.
قم بكتابة اول تعليق