بقلم – فيصل أوشن (الكاتب العام للنقابة الوطنية للفلاحين التابعة للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي –إ.م.ش)
تنتج منطقة دكالة ما يفوق 40 في المائة من الإنتاج الوطني من الشمندر السكري، غير أن الفلاحين فيها يعانون من إجحاف العقود التي تجمعهم بمجموعة “كوزومار” لإنتاج السكر، والتي أقل ما يمكن وصفها به أنها عقود إذعان، تفرضها عليهم الشركة المجمعة لمنتوجهم، والتي تحتكر مند ثلاثينيات القرن الماضي سوق إنتاج وتسويق السكر بالمغرب.
ويمكن القول أن أكثر ما يثقل كاهل الفلاحين بالمنطقة هو اضطرارهم إلى شراء البذور من المجموعة نفسها بأثمان مرتفعة، كما تفرض عليهم استعمال أسمدة ومبيدات كيماوية باهظة الثمن، دون أن ننسى غياب الثقة لذى الفلاح في النتائج التي تصرح بها إدارة معمل سيدي بنور والتي تهم بالأساس وزن الكميات الموردة للمعمل ونسبة السكر والشوائب فيها، حيث تتضارب هذه النتائج من فلاح إلى آخر غالبا ما تكون حقولهم متجاورة واستعملت فيها نفس البدور والأسمدة والمواد الكيماوية بل ونفس كميات مياه السقي.
مشكل الثقة هذا كان موضوع وعود سابق تعود إلى سنة 2011، بعد سلسة من الاحتجاجات خاضها فلاحو المنطقة، تقضي باعتماد مختبر محايد للقيام بعملية وزن وتحليل نسبة السكر في الشمندر وتسليم نسخ من النتائج للفلاحين بعد يوم واحد من صدورها، غير أن إدارة المعمل تملصت من تنفيذ هذه الوعود.
مما جعل الفلاح يرزح تحت رحمة النتائج التي تمدها به مصالح المصنع، أسابيع أحيانا بعد توريده لمنتوجه، دون ذكر تأخرها غير المبرر في تأدية مستحقات الفلاحين، تاركة إياهم أمام خيار الاستدانة من أجل سد حاجياتهم.وما زاد من أزمة فلاحي المنطقة هذه السنة هو فرض إدارة المصنع لاعتماد القلع الميكانيكي رغم جفاف التربة بدريعة الوقاية من جائحة كورونا، مما كبدهم خسائر فادحة جراء تلف جزئ كبير من المحصول، فضلا عن حرمانهم من أوراق الشمندر والتي اعتادوا على استعمالها كأعلاف لماشيتهم.
إننا في النقابة الوطنية للفلاحين وبعد وقوفنا على حجم المشاكل التي يتخبط فيها فلاحو المنطقة، نطالب مجموعة كوزومار بالجلوس إلى طاولة الحوار مع فرع نقابتنا بإقليم سيدي بنور والاستماع إلى هموم الفلاحين وحل مشاكلهم، دون أن ننسى الدور الذي يجب أن تلعبه إدارة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة، أولا في الوساطة وثانيا في دعم الفلاح الصغير بالمنطقة وتوفير مياه السقي له والتخفيض من كلفتها عليه وتأطيره تقنيا من أجل الرفع من إنتاجه وتطوير فلاحته. كما ندعو السلطة المحلية بالإقليم وبالجهة عموما إلى تحمل مسؤوليتها ووضع حد لاستغلال الفلاح الصغير من أجل تحقيق مسؤولي كوزومار للنتائج المسطرة لهم على حساب قوت الفلاحين وعائلاتهم…
قم بكتابة اول تعليق