تدوينة أفقا لتسريح الاعتقال بتهمة الحب الزائد للوطن

بقلم – رقية أشمال**

في غمرة ما يحدث ، يصح لنا أن نشير إلى أن الشباب المحتج على السياسات العمومية مكانه المؤسسات الاستشارية وليس الزنازن.
فأيوب محفوظ التلميذ الطفل دون الثامنة عشر بسبب إعادة ترديد مقاطع من اغاني الراب تلحقه التهمة بالعقاب وراء القضبان ، ويجد الطالب رشيد سيدي بابا نفس المكان ، بسبب احتجاجه على زحف القصور والتهامها جزء غير يسير من صحراء طاطا، هكذا يجدان نفسيهما في السجن عوض متابعة دراستيهما ، وتجد معهما الأسر والعائلات الحقوقية كثير من الضيق جراء ما يحدث من تصليب بعض المؤسسات أحكامها خارج سياق التحولات المجتمعية في المقابل تمتهن المرونة مع عصابات الفساد بالرغم من قطعية الدلائل والمشهد طافح بالنماذج ..
هل كان الاحتجاج العلني لكل من أيوب و رشيد كرها للوطن؟ إن الذين يبلغ بهم الإحساس ذروة التعبير خارج العلبة السوداء واختاروا دائرة ” visible/مرئية ” مكان أصواتهم الموجهة للمؤسسات والقائمين عليها ، على الأقل أنهم يبرهنوا على ثقتهم في “المرسل إليه” وفي إمكانية “السماع” و “القدرة على التجاوب”، عوض الولاء لمؤسسات قادرة ان تمنحهم من الحماية والآمان وهي لا تضخ عداء إلا للوطن .
التصريح صراخا بالجرح عادة ما يكون حينما يكون الألم أكثر من مساحة النزيف ، وما تعبير الشابين هنا إلا عن اتساع مساحة الألم الزائدة عن نزيف الوطن ، وما التصريح ها هنا أيضا إلا هوسا طوباويا بالصورة الأفضل التي يتمثلونها عن الوطن.
في ما من موقع شبابي تلامذي على الأخص أتعمد توجيه السؤال لجمهور التلاميذ لجس نبض المستقبل :”هل أنتم راضون عن الصورة الحالية للوطن؟ ” ، يردون جهوريا” لاااا”
وأعقب بالسؤال:” هل تريدون لهاته الصورة أن تتغير؟” بنفس الحماس جماعيا يردون:” نعممم” ، وانزلق للختم بالسؤال : ” هل تنتظرون كائنات آخرى تأتي من كواكب نائية لتقوم بذلك نيابة عنكم؟! ” ، لترتفع فيهم الابتسامة و التصفيق وتعطي للجواب المحتمل معنى آخر !
الشباب وجمهور اليافعين والحالات متعددة ها هنا ليس ذنبهم إلا أنهم يُشكلون في مخيلاتهم صور أجمل عن الوطن مما يرون ، وما تعبيراتهم إلا عن وجود مادة أمل دسمة بأن أصواتهم ستصل ، مرة بالخربشات على جدران ومقاعد الدراسة ومرة بالتدوينات الطائشة لكنها تصيب …
فليس الأمل مادة ولا فكرة .. إنه موهبة ؛ بتعبير محمود درويش.
ولذلك فحاجتهم توسيع المسالك في المؤسسات للمشاركة ، وليس التضييق للاختناق للاستثمار في موهبة الأمل !
إن الاحتجاج الذي يوصل الشباب للتدوين عن وضعياتهم، آلامهم، تطلعاتهم بعيدا عن كل تقليعات التطرف ، من شأن القائمين على تشديبه، الاحتضان والتجاوب وليس تعميق الجراح والندوب في العلاقة مع حالة “الوطن”…
إن المتتبع المتواتر لعلاقة المواطن/ة عموما بالمؤسسات أيا كان تموقعها سيلحظ حالة التوتر والترهل بينهما جراء اللاثقة نحوها… وما شأن ذلك إلا افلاس مصداقيتها كلية والخروج بالمواطنين إلى حالة الكفر بكل شيء ، فإلى أين تسيرون بالوطن يا أولياء أمورنا؟!
رجاء اطلقوا سراح الشابين وسراح الوطن

**مهتمة بقضايا الشباب

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


25 + = 27