“الديمقراطية” الحزبية بالمغرب

بقلم – المصطفى اسعد

عثرة هنا وأخرى هناك، كذبة هنا وأخرى هناك .. عالم وقح رسمت فيه معاني التلاعب بمشاعر الأبرياء وقتل الابتسامة، والأخطر قتل الثقة في كل شيء نتيجة مخططات محكمة للبعض لتمييع العملية السياسية والخيار الديمقراطي بفعل إعطاء نظرة سوداء عن الحاضر والمستقبل .
بديماغوجيا تحطيم مشاعر الناس وسياسة غبية وآنية ستعود على الجميع بالخراب عاجلا أم آجلا نتيجة للمخططات الظرفية كما لو كنا نلعب كرة القدم وليس تسيير دولة لها من الحضارة آلاف السنين .
بفرق مستواهم ضعيف إلى أقصى درجة اختار البعض لعب بطولة للهواة، أحزاب أكل الدهر عليها وشرب وأضحت قدرات الشباب ونشاطهم يرفضها ولا يؤمن بها حتى .
ولازالت المسرحية مستمرة لتحسين الصورة في نوع من الرعي الذي تغيرت ملامحه فقط ولم يتم المساس به فمنحوا المقاعد للشباب والنساء لرسم لوحة فنية للتشبيب واحترام المرأة بينما الأمر لا يغدو تشويها للمكتسبات الديمقراطية وتلاعباً بالتشريع ومنحاً للامتيازات في أبشع الصور للمقربين والأحباب .
لاعبون لا يجيدون داخل تلك الفرق أو الأحزاب إلا لعبة الرعي البشري للفقراء وتهجين المغلوب على أمرهم ببعض الوعود الكاذبة أو الوجبات الدسمة أو الدراهم المعدودات ، يمارسون دور السياسي وللأسف يصدقون أنفسهم من كثرة الانصهار داخل الدور الذي أخرجه المتحكمون بمصالح البلد ، ويلعبون به دور الضحايا البسطاء داخل هذا الوطن المغتصب وهم أيضا المتفرج بمباراة كروية ركيكة يدفعون ثمنها وتنتهي بالتعادل بين الحكومة والمعارضة بعدما يأخذون التعويضات والهدايا نظرا لواقعنا المر العلقم .
مرة يخرج لنا المهاجم الخطير بفريق الميزان ومرة المدافع الصلب بفريق الوردة ومرة أخرى يضيع لاعب فريق المصباح الموعد مع التاريخ كالعادة ويوجهها في حضن الحارس العتيد لفريق الجرار الذي لا يضيع الفرص ويسعى بثبات نحو هزيمة الجميع خصوصا أن بالاحتياط لاعبين من فريق الحمامة والحصان والسنبلة وغيرهم الكثير في دوري المرحوم «الوطن» .
وتستمر المباراة ويضيع البلد ويتقاسم اللاعبون منح الدوري بينما الشعب يتفرج ويدفع التكاليف من جيبه والأغرب يصفق معجب بخرجات هذا بحميره والآخر بتاريخه وثالث بثكنته من مناضلي الأمس ورابع بكذبه ..
وتستمر أحزاب المهانة المغربية في تكريس الانحطاط السياسي والتلاعب بمصالح الوطن من خلال الإخلال بدورها الطبيعي في تأطير المواطنين وتكوينهم السياسي ، بل رسخت عندهم مفاهيم سلبية من خلال استمرار نفس التلاعبات المعروفة وامتصاص خيرات هذا الوطن ، والابتعاد عن الرقي بالخطاب السياسي والممارسة الفعلية للأخلاق السياسية التي تخدم مصالح الوطن قبل الأشخاص .
منطق الأعيان وتوزيع الأموال على البسطاء من الجياع يكرس فقط التراجع ودمقرطة الجهل وتغذية التطرف والإرهاب من خلال قتل الشباب والتشويش على أفكاره ومكتسباته التعليمية بالاستثمار في الجهلة واللصوص وتكريسهم بقوة القانون والديمقراطية التي تظهر كخيار حقيقي أمام الكاميرات بينما هي نوع من التوزيع غير العادل للمناصب مما يفرز لنا الرعاع بمجالات مصيرية للقرار .

والعجيب في الأمر أن من كانوا في الزمن القديم يرفعون الشعارات والمطالب هم اليوم المستثمرون الجدد في سوق البشرية سنقول لهؤلاء :» الله ينعل لما يحشم … فكفاكم قياما بعمليات الرعي البشري المغربي لأن الشعب ليس للبيع والأمة ليست للمساومة والمبادئ راسخة مادام بالمغاربة نسل حر ، وتمر الأيام والسنوات والمقابلة مملة ونتيجتها معروفة قبل صافرة الحكم وإن تغيرت شكليا فهي بالمضمون بدون أي جديد يذكر مادامت أحزابنا لا تمارس الديمقراطية الداخلية فكيف ستمنحها لنا لنتعرف عليها ونمارسها والى أن يستيقظ ضمير مسؤولينا نعزي أنفسنا فينا .

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


− 1 = 6