الجديدة 12 ماي 2022
احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، أمس الأربعاء، ندوة وطنية حول موضوع “الرواية والمجتمع، الحقيقة والتخييل”، من خلال دراسة الرواية الأولى لحسن قرنفل “في انتظار العنوان”.
وتناول عدد من الأساتذة والباحثين، خلال هذه الندوة المنظمة بمبادرة من شعبة اللغة والأدب الفرنسي ومختبر ترجمة وتواصل وأدب، التابعين للكلية ذاتها، وجمعية أصدقاء بن زيدون، مختلف جوانب رواية “في انتظار العنوان”.
وفي هذا السياق، تحدث أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، جمال بوطيب، عن جانب التجنيس في رواية (في انتظار العنوان)، وأكد في مداخلته أن رواية حسن قرنفل، رواية اختارت نهجا تفصيليا لتجنيسها سعى المؤلف من خلالها إلى استرجاع بعض مما تكون قد سكتت عنه الأحداث الروائية في ما يخص الحياة الصغيرة للطفل “كمال” بزخمها السبعيني وطموحها التسعيني.
من جهته، ركز سعيد جبار، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، على النص “في انتظار العنوان”، من خلال جانب الهوية، وكيف تتأسس الهوية تخييليا داخل الخطاب الروائي من خلال الهوية النصية، باعتبار أنها رواية عوالم تخييلية وكيف تأسست الهوية في الشخصيات الداخلية، خصوصا شخصية كمال وشخصية عبد السلام الجبلي.
وتقدم هذه الرواية، حسب الأستاذ جبار، جيل مرحلة معينة في تاريخ المغرب، مغرب السبعينيات والتحولات التي عرفها هذا الجيل، وهو جيل مقبل على التقاعد في عدة مستويات، معتبرا الرواية قيمة مضافة في للإنتاج الروائي المغربي باعتبار أنها تتوفر على تقنيات خاصة وفيها رؤية نقدية متميزة وحمولة فكرية يمكن للقارئ أن يتفاعل معها وأن يعيد تأسيس هويته.
وتناولت ثريا وقاص، أستاذة شعبة الأدب واللغة الفرنسية بالكلية ذاتها، جانب محكي الطفولة في رواية “في انتظار العنوان” لحسن قرنفل، ولاحظت في محكي الطفولة هذا، أنه يختزل حياة الراوي في جوانب شتى، معتبرة أن محاولاته للتركيز على فترة الطفولة، فيها نوع من التهرب من الراوي الكبير، الراوي الناضج لمكانته الاعتبارية داخل المجتمع.
ولاحظت أن هناك بعض التحفظات في الحديث عن بعض الأمور الدقيقة في الحياة العامة أو الخاصة، وهذا الالتواء عبر الطفولة يعطي للقصة نوعا من التبريرات والعمق أيضا لأن نظرة الطفل تكون بريئة وصادقة وانطباعية أكثر، مؤكدة أن قراءة الرواية مهمة لأنها ترينا جانب الكاتب، ليس الإبداعي فقط، ولكن جانب الباحث السوسيولوجي أيضا.
وقدم الباحث المصطفى فتيح، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، قراءة في أول أعمال السوسيولوجي حسن قرنفل الروائية، مؤكدا أنها تقدم معرفة عن المجتمع المغربي الخارج لتوه من زمن الاستعمار حتى بدايات القرن الحالي، معرفة عن التاريخ وعن المجتمع وعن التغيرات المتلاحقة، التي مست الإنسان وبنية المجتمع.
وأكد أن رواية “في انتظار العنوان” احتفت بتسريد المعرفة في مختلف أنماطها، حيث عمل السارد على وصل خلاق بين زمن الستينيات وزمن العشرينيات من بدلية القرن الحالي للتشديد على التغيرات المتسارعة التي لحقت بنية المجتمع المغربي، حيث مدنا السرد بمعرفة تاريخية وسياسية ورياضية وسينمائية، ليترك للقارئ حرية التأمل واستنتاج العبر والدروس.
وتجدر الإشارة إلى أن حسن قرنفل له العديد من الإصدارات منها “النخبة السياسية والسلطة”، و”المجتمع المدني والنخبة السياسية”، و”الشغل بين النظرية الاقتصادية والحركة النقابية”، و”أهل فاس، المال والسياسة”، و”الفقر من الإحسان إلى التنمية البشرية”.
Map
قم بكتابة اول تعليق