بقلم – محمد البيض
شهد العالم خلال هذه السنة وباء لم يسبق أن مر خلال الأعوام السابقة، إذ يتعلق الأمر بفيروس كوفيد _19، فهو مرض معد يسببه آخر فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات كورونا.ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس الجديد ومرضه قبل بدء تفشيه في مدينة ووهان الصينية في كانون الأول/ ديسمبر 2019. وقد تحوّل كوفيد-19 الآن إلى جائحة تؤثر على العديد من بلدان العالم، وخلف الكتير من الوفايات ومن بين الدول التي تتصدر اكبر عدد من الوفايات الولايات المتحدة الأمريكية ، ما يفوق 115,347 حالة وفاة.
وتتمتل أعراضه في الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وتشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعاً ولكن قد يُصاب بها بعض المرضى: الآلام والأوجاع، واحتقان الأنف، والصداع، والتهاب الملتحمة، وألم الحلق، والإسهال، وفقدان حاسة الذوق أو الشم، وظهور طفح جلدي أو تغير لون أصابع اليدين أو القدمين. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ بشكل تدريجي. ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن يشعروا إلا بأعراض خفيفة جداً. وقد ظهرت أول حالة إصابة في المغرب في 02 مارس 2020. الأمر الذي جعل المملكة المغربية القيام بمجموعة من الإجراءات القائمة على مقاربة وقائية واستباقية لاحتواء الوباء، وهذا بفضل الرؤية السديدة والواضح والذكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث كان سباقا في مكافحته لوباء “كورونا “.
فبمجرد تسجيل أول حالة إصابة أغلقت المملكة حدودها البحرية والجوية وأعلنت عن حالة الطوارئ الصحية مند 20 مارس الماضي، كما تم إغلاق جميع المدارس والجامعات واعتمدت نظام التعليم عن بعد وكل هذا بفضل حنكة ملك البلاد نصره الله الذي فضل شعبه على كل شيء.
في حين تابعت المستشفيات العمومية والعسكرية، التي رفعت طاقتها الاستيعابية بوحدات العناية المركزة الخاصة بها من 1600 إلى 3000 سرير، كما تواصلت في استقبال المرضى في أحسن الظروف، كما أكد تعبئة السلطات العمومية لدعم الساكنة الأكثر تضررا خلال هذه الجائحة، وذلك عبر إنشاء صندوق كوفيد _19 الخاص بتدبير جائحة ” كورونا ” الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كمبادرة ملكية أثمرت زخما تضامنيا كبيرا في المملكة الشيء الذي لقي استحسانا لدى جميع الشعب المغربي، وقد بلغت الموارد التي تم ضخها بهذا الصندوق حوالي 22 مليار درهم حسب تعداد لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وقد ساهم صندوق الحسن الثاني، بناء على تعليمات جلالة الملك محمد السادس، بغلاف مالي قيمته مليار درهم في هذا الصندوق، الذي سيمكن من تعبئة موارد مالية إضافية هامة على شكل تبرعات.
من جهتها، أعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تقديمها مساهمة بقيمة 3 مليارات درهم لهذا الصندوق الخاص بتدبير الوباء، في حين قرر مجلس إدارة مجموعة (المدى)، بناء على اقتراح المساهم فيه الرئيسي ، تقديم مساهمة مالية على شكل منحة بقيمة 2 مليار درهم.
وبدوره ساهم (بنك إفريقيا) بغلاف مالي قيمته مليار درهم، في حين قدمت مجموعة (البنك الشعبي المركزي) مساهمة بنفس القيمة.
وأعلن صندوق الإيداع والتدبير مساهمته المباشرة في الصندوق بهبة قدرها مليار درهم، في حين قدمت مجموعة (إفريقيا)، فرع مجموعة (أكوا)، بدورها مساهمة بنفس القيمة.
من جهتها، أعلنت “جمعية جهات المغرب”، الاثنين الماضي، أنها ستخصص مبلغ 1,5 مليار درهم كمساهمة في الصندوق.
وتبرعت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية بمبلغ مليار درهم، بينما أعلنت مجموعة التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين والتعاضدية المركزية للتأمين عن المساهمة ب 500 مليون درهم في هذا الصندوق.
وقدمت كل من (طنجة المتوسط) و(مرسى المغرب) مساهمة بقيمة 300 مليون درهم لكل واحدة منهما، فيما ساهم القرض الفلاحي والمكتب الوطني للمطارات ب200 مليون درهم لكل منهما. وقدم (القرض العقاري والسياحي) مساهمة مالية للصندوق قيمتها 150 مليون درهم.
وأعلنت شركة بترول المغرب “بتروم” لتوزيع المحروقات مساهمتها بقيمة 100 مليون درهم، وهو نفس المبلغ الذي خصصته مجموعة (كوسومار) التي أكدت أيضا أنها ستعمل خلال هذه الفترة العصيبة على مواكبة شركائها الفلاحيين على طول الموسم السكري.
من جهتها، أعلنت المغربية للألعاب والرياضة مساهمتها بمبلغ 100 مليون درهم في الصندوق، بناء على تعليمات من رئيس مجلس إدارتها، السيد الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة.
كما قرر الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى اليوم الخميس، المساهمة براتب شهر لفائدة الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا المستجد، الذي تم إحداثه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، فيما سيساهم أعضاء المجلس وأعضاء المجالس العلمية المحلية بمبلغ المكافأة الشهرية لفائدة الصندوق.
بدورهم، ساهم أعضاء الحكومة في هذا الصندوق الخاص من خلال تبرعهم براتب شهر، بينما ساهم أعضاء البرلمان بشهر واحد من تعويضاتهم.
وأعلنت مجموعة العمران مساهمتها ب50 مليون درهم.
كما بادر الضباط السامون، برتبة جنرال وكولونيل ماجور، للقوات المسلحة الملكية، بجميع مكوناتها البرية، الجوية والبحرية وكذا الدرك الملكي، إلى المساهمة بمرتب شهر لفائدة الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا.
كما ثم التوقيع على مرسوم إحداث “الصندوق الخاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا”، وذلك تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الداعية إلى توفير شروط تمويل الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا والحد من آثاره، وهو الصندوق الذي يواصل تلقي مساهمات مالية تطوعية من طرف أكبر الشركات وكبار المسؤولين، وكذلك المواطنين المغاربة الذين انضموا إلى هذا العمل التضامني.
ويخصص هذا الصندوق، بالأساس، للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء فيما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها بكل استعجال، لعلاج الأشخاص المتضررين بالفيروس في ظروف جيدة، وصرف جزء منه على الأسر المتضررة والتي كانت تشتغل وخلال رفع الحجر الصحي توقفوا عن العمل، حيث تم رصد العدد الإجمالي في الآونة الأخيرة له ب 33 مليار درهم وقد تم الإنفاق منه 14.9 مليار درهم.
بالإضافة إلى هذه يعتبر المغرب في ظل جائحة كورونا أول دولة في العالم من حيث عدد التحليلات التي يقوم بها إذ بلغت في اليوم الواحد حوالي 17 آلفا،وهذا ما أعلنه وزير الصحة، خالد أيت الطالب، أن عدد التحاليل المخبرية للكشف عن فيروس جائحة كورونا المستجد (كوفيد -19) في المغرب تجاوز يوميا 17 ألفا و500 تحليل في 24 مختبرا وطنيا.
وقال الوزير، خلال ندوة عبر الإنترنت: “بدأنا بإجراء 2000 تحليل مخبري يوميا في ثلاثة مختبرات. حاليا تجاوزنا 17 ألفا و500 تحليل يوميا، إذ انتقلنا من 3 إلى 24 مختبرا وطنيا”.
وأوضح أيت الطالب أن هذا الإنجاز “لا يشمل مختبرات الصحة العسكرية والقطاع الخاص، التي تتوفر على شروط الوقاية والأمن الصحي اللازمة لتنفيذ تقنية تفاعل (البوليميراز المتسلسل) المعروف بـ (بي سي آر)”.
وأكد الوزير خلال هذا اللقاء الافتراضي أن “المواطنين الذين أجروا التحليلات المخبرية تجاوز عددهم 340 ألفا”، مشيرا إلى أن هناك بعض المواطنين الذين استفادوا من هذه التحليلات لعدة مرات، ومبرزا في الوقت ذاته أن هذا “الرقم المهم يعكس المجهود الهائل الذي تم بذله”.
كما قام الملك محمد السادس بإصدار تعليمات بإرسال مساعدات طبية إلى عدة دول إفريقية، من أجل دعم تدابيرها الرامية إلى النجاح في التصدي لجائحة كورونا.
15 دولة في القارة السمراء؛ منها موريتانيا والسنغال وجزر القمر والنيجر وتشاد.
كما تضم لائحة البلدان المعنية بالمبادرة المغربية كلا من بوركينافاسو والكامرون والكونغو وإسواتيني، وغينيا وملاوي والكونغو الديمقراطية، وغينيا بيساو وتنزانيا وزامبيا.
وتتكون المساعدات، وفق وزارة الشؤون الخارجية، من حوالي 8 ملايين كمامة و900 ألف غطاء للرأس و60 ألف سترة طبية، زيادة على 30 ألف لتر من المطهرات الكحولية و75 ألف علبة من “كلوروكين” و15 ألفا من “أزيتروميسين”.
وبهذا يعتبر المغرب وبفضل حنكة الملك محمد السادس، ورؤيته السديدة والتوجيهات التي أصدرها، وكذا التضامن الذي شمل جميع مكونات الشعب المغربي، التمكن من التصدى لكارثة كبرى كان يمكن أن يتعرض لها كباقي الدول الأخرى التي تعاني بشكل كبير من فيروس كورونا وخلف وفيات كبيرة، وهذا كله بفضل المجهودات الجبارة التي قام بها ملك المغرب محمد السادس الذي فضل شعبه على كل شيء وقام بمجموعة من الإجراءات اللازمة لمواجهة أزمة كورونا.
قم بكتابة اول تعليق