تعرف على ليلة القدر وفضلها

بقلمد . أحمد العمراني

يقول الله تعالى:” إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر”. آيات من آيات الله تحدثنا عن ليلة عظيمة، ليلة يحتاج الحديث عنها لبعض التفصيل، في معناها، وخصائصها، ووقتها، ومعالمها.

1-معنى القدر: (القدر) التعظيم، أي أنها ليلة ذات قدر، للخصائص التي اختصت بها، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر. وقيل: القدر التضييق، ومعنى التضييق فيها: إخفاؤها عن العلم بتعيينها، وقال الخليل بن أحمد: إنما سميت ليلة القدر لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة، من (القدر) وهو التضييق، قال تعالى:( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ) الفجر/16 ، أي ضيق عليه رزقه . وقيل:القدر بمعنى القدََر وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة كما قال تعالى: ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) أي تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة. والمقصود بكتابة مقادير الخلائق في ليلة القدر-والله أعلم- أنها تنقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ ، قال ابن عباس:” أن الرجل يُرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وأنه لفي الأموات “. أي انه كتب في ليلة القدر أنه من الأموات. وقيل أن المقادير تبين في هذه الليلة للملائكة.

2-خصائص ليلة القدر:

أليلة نزول القرآن: قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزلمفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم”.(تفسير ابن كثير).

بليلة خير من ألف شهر: في قوله:( ليلة القدر خير من ألف شهر). فقد روى مالك عمن يثق به من أهل العلم يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر”(موطأ مالك).

جليلة مباركة : في قوله تعالى : ( إنا أنزلنه في ليلة مباركة ) الدخان/ 3 .

أنزل الله القرآن الكريم في تلك الليلة التي وصفها رب العالمين بأنها مباركة. وهي ليلة القدر كما صح عن ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم أنها هي الليلة التي أنزل فيها القرآن.

دليلة تنزل الملائكة والروح: أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلةوالملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له”.(تفسير ابن كثير).. والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصَّهبالذكر لشرفه.

-ومنها ما رواه ابن خزيمة من حديث أبي هريرة مرفوعا أن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى .

هـليلة سلام: أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو أذى كما قاله مجاهد “.(تفسير ابن كثير).وتكثر فيها السلامة منالعقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله عز وجل .

وليلة يفرق فيها الأمر الحكيم: لقوله تعالى:” فيها يفرق كل أمر حكيم” الدخان /4 ، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير”.(تفسير ابن كثير). وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له، ولكن يُظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو وظيفتهم” شرح مسلم للنووي.

زليلة الغفران: عن أنس بن مالك قال: دخل رمضان فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):” إن هذا الشهر قد حضركم، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم”. (ابن ماجه).

-وجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه. ومن طريق الضحاك:” يقبل الله التوبة فيها من كل تائب وتفتح فيها أبواب السماء وهي من غروب الشمس إلى طلوعها”.

ح-ليلة مخصوصة: ما رواه ابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود:” إن الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان إلا صبيحة ليلة القدر”. 

وذكر الطبري عن قوم:” أن الأشجار في تلك الليلة تسقط إلى الأرض ثم تعود إلى منابتها وأن كل شيء يسجد فيها”. 

وروى البيهقي في فضائل الأوقات من طريق الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة أنه سمعه يقول:” إن المياه المالحة تعذب تلك الليلة “.

3- بين الجمعة والقدر: روي عن كعب الأحبار:” إن الله تعالى اختار الساعات فاختار أوقات الصلوات، واختار الأيام  فاختار يوم الجمعة، واختار الليالي فاختار ليلة القدر واختار الشهور فاختار شهر رمضان”.

وقد نهى صلى الله عليه وسلم أن يخص يوم الجمعة بصيام وليلها بقيام. ولأن الله تعالى أخفاها ولم يعينها كما أخفى أعظم أسمائه كما أخفى ساعة الاجابة يوم الجمعة ، وكما أخفى أفضل الصلوات وهي الوسطى.

4- وقت ليلة القدر ومتى تكون:

أ  في العشر الأواخر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس هذه الليلة ويتحراها مسابقة منه إلى الخير، وهو القدوة للأمة ، فقد تحرّى ليلة القدر ويستحب تحريها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه خاصة. لما ورد من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:” إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ (الخيمة وكلّ بنيان مدوّر) عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ قَالَ : فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوْا مِنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَأَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ، فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ قَالَ: وَإِنِّي أُرْيْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ ، فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِمَا الطِّينُ وَالْمَاءُ وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِر” صحيح مسلم.

وفي رواية قال أبو سعيد:” مطرنا ليلة إحدى وعشرين، فوكف المسجد في مُصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظرت إليه، وقد انصرف من صلاة الصبح، ووجهه مُبتل طيناً وماء”.متفق عليه.

وروى مسلم من حديث عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه نحو حديث أبي سعيد لكنه قال:( فمطرنا ليلة ثلاثة وعشرين).صحيح مسلم.

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى “.صحيح البخاري.

ب-في وتر من العشر الأواخر: ليلة القدر في العشر الأواخر كما في حديث أبي سعيد السابق وكما في حديث عائشة وحديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” تحروا ليلة القدر في العشرالأواخر من رمضان”.متفق عليه.

وفي أوتار العشر آكد، لحديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر”.متفق عليه. 

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى”. صحيح البخاري. فهي في الأوتار أحرى وأرجى إذن .

ج-في الوتر والشفع: قال ابن تيمية في الفتاوى:” لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لتاسعة تبقى، لسابعة تبقىلخامسة تبقى، لثالثة تبقى) فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع وتكون الاثنان والعشرون تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح، وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر، وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه “.

د-ليلة السابع والعشرين: ليلة القدر في السبع الأواخر أرجى، ولذلك جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام ، في السبعالأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر”. متفق عليه.

ولمسلم:” التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يُغلبن على السبع البواق. وهي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون.وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة سبع وعشرين)”. 

وكونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء، حتى أبيّ بن كعب رضي الله عنه كان يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، قال زر ابن حبيش: فقلت بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ قال: بالعلامة، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها .صحيح مسلم.

وروي في تعيينها بهذه الليلة أحاديث مرفوعة كثيرة .وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنه: ( أنها ليلة سبع وعشرين ) واستنبط ذلكاستنباطاً عجيباً من عدة أمور، فقد ورد أن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة وجمع ابن عباس معهم وكان صغيراً فقالوا: إن ابن عباس كأحد أبنائنا فلم تجمعه معنا؟ فقال عمر: إنه فتى له قلب عقول، ولسان سؤول، ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر، فأجمعوا على أنها من العشر الأواخر من رمضان، فسأل ابن عباس عنها، فقال: إني لأظن أين هي، إنها ليلة سبع وعشرين، فقال عمر: وما أدراك؟ فقال: إن الله تعالى خلق السموات سبعاً، وخلق الأرضين سبعاً، وجعل الأيام سبعاً، وخلقالإنسان من سبع، وجعل الطواف سبعاً، والسعي سبعاً، ورمي الجمار سبعاً”.المستدرك.

حيث يرى ابن عباس أنها ليلة سبع وعشرين من خلال هذه الاستنباطات، وكأن هذا ثابت عن ابن عباس. ومن الأمور التي استنبط منها أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين: أن كلمة فيها منقوله تعالى:( تنزل الملائكة والروح فيها) هي الكلمة السابعة والعشرون من سورة القدر. وما بين أيدينا من الأدلة الشرعية يغنينا عن هذا التكلف ، فكونها ليلة سبع وعشرين أمر غالب والله أعلم. ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام، قال النووي في المجموع:” وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها “.  

5- الحكمة من إخفائها وسبب رفعها :

أ-الحكمة من إخفائها: أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها، ويجدّوا في العبادة، كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها.فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر، اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله. قال الفخر الرازي: لقد أخفى الله تعالى ليلة القدر كما أخفى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات حتى يرغب الناس في الكل وأخفى غضبه في المعاصي كي يحترزوا ويبتعدوا عن الكل، وأخفى وليه بين الناس حتى يعظموا الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم في أسمائه ليعظموا الكل، وأخفى الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكل، وأخفى ساعة الاجابة يوم الجمعة ليجتهدوا في كل اليوم، وأخفى قبول التوبة والعمل ليواظب المكلفون على الأعمال وليسارعوا الى التوبة، وأخفى وقت الموت لينتظره العابد في كل وقت، وليستعد له، فكذلك أخفى ليلة القدر ليعظموا ليالي رمضان وكأن الله تعالى يقول:” لو عينت ليلة القدر وأنا أعلم بتجاسرك على المعصية، فلربما دعتك الشهوة في تلك الليلة الى المعصية، فوقعت في الذنب، لكانت معصيتك مع علمك أشد من معصيتك مع عدم علمك، فلهذا السبب أخفيتها عليك”.

روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه دخل المسجد فرأى نائما فقال: يا علي نبهه ليتوضأ، فأيقظه علي ثم قال: يا رسول الله ، إنك سباق الى الخير فلم لم تنبهه؟ قال صلى الله عليه وسلم:” لأن رده عليك ( أي رفضه للقيام ) ليس بكفر، ففعلت ذلك لتخف جنايته لو أبى”. فإذا كان هذا رحمة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فقس على ذلك رحمة الله “.مفاتيح الغيب.

ب-سبب رفعها: عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى (تخاصم وتنازع ) رجلان من المسلمين، فقال:” خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة “.صحيح البخاري.

6- العمل فيها وما يقول ملتمسها: 

أ-العمل فيها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأخيرة من رمضان ما لا يجتهد في غيرها” صحيح مسلم، وكان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها” صحيح البخاري.. حيث ورد من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره”. متفق عليه، وقد جاء في حديث عائشة الآخر رضي الله عنها:” لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان” .سنن النسائي. ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في سائر السنة، ولكن كان يوقظهم لقيام بعض الليل، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال:” سبحان الله ماذا أُنزل الليلة من الفتن! ماذا أُنزل من الخزائن! من يوقظ صواحب الحجرات؟ يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة”، صحيح البخاري. وفيه كذلك أنه” كان عليه السلام يوقظ عائشة رضي الله عنها إذا أراد أن يوتر”، صحيح البخاري. لكن إيقاظه صلى الله عليه وسلم لأهله في العشر الأواخر من رمضان كان أبرز منه في سائر السنة .

ب-ما يقول ملتمسها: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: قولي:” اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ” سنن ابن ماجه.

7- العلامات التي تعرف بها ليلة القدر : 

العلامة الأولى:  ثبت في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها “.صحيح مسلم.

العلامة الثانية : ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” ليلة القدر ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة ، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة “.صحيح ابن خزيمة.

العلامة الثالثة : روى الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” ليلة القدر ليلة بلجة ” أي مضيئة “، لا حارة ولا باردة ، لا يرمى فيها بنجم ” أي لا ترسل فيها الشهب”، المعجم الكبير. فهذه ثلاثة أحاديث صحيحة في بيان العلامات الدالة على ليلة القدر ولا يلزم أن يعلم من أدركها وقامها أنه أصابها، وإنما العبرة بالاجتهادوالإخلاص ، سواء علم بها أم لم يعلم.

8- باقية الى قيام الساعةأخرج الحاكم قال: عن سماك الحنفي، حدثني مالك بن مرثد عن ابيه قال : سألت أبا ذر فقلت : أسألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ليلة القدر، فقال: أنا كنت أسأل الناس عنها، قال: قلت: يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان أو في غيره؟ قال: بل هي في رمضان، قال: قلت: يا رسول الله : تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي الى يوم القيامة؟ قال: بل هي الى يوم القيامة، قال، فقلت: يا رسول الله في أي رمضان هي؟ قال: التمسوها في العشر الأول والعشر الأواخر، قال: ثم حدث رسول الله وحدث ، فاهتبلت غفلته فقلت: يا رسول الله في أي العشرين؟ قال: التمسوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها، ثم حدث رسول الله وحدث فاهتبلت غفلته فقلت يا رسول الله أقسمت عليك لتخبرني أم لما أخبرتني في أي العشر هي؟ قال: فغضب علي غضبا ما غضب علي مثله قبله ولا بعده فقال: إن الله لو شاء لأطلعكم عليها التمسوها في السبع الأواخر”. المستدرك على الصحيحين.

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


− 3 = 4