بقلم – المهدي بسطيلي
‘قبلا، أتمنى من الله أن يرفع هذا البلاء على وطني و الإنسانية جمعاء.’
أكتب إليك يا وطني بقدر كبير من الحزن على ضحايا هذا الوباء الملعون، يتساقطون كأوراق الزيتون الشجية، وعلى حالة العزلة و الحجر والخوف الذي جعلنا نعيش في قلق على من نحب.
أكتب إليك لأخبرك بكل محبة أني أشعر بقدر كبير من الفخر على سمو جأشك وعزيمتك للقضاء على هذا العدو الملعون، في سياق معركة أنهكت العالم، فتحية إجلال من شاب على ربيع هذا الوطن إلى وطني ملكا وشعبا، وعلى سمو قيم التآزر و التضامن التي جعلت العالم يتحدث عنك بكل فخر.
أكتب إليك رسالتي المشمعة بالكثير من الأمل، لبناء مجتمع بطاقات وثروات لا مثيل لها، بقيم ومؤسسات تتجذر فيها العزائم و الهمم، فقد اتضح اليوم يا وطني أن مقولات التحليل الكبرى تختفي في مثل هذه الأزمات وتنتفي معها عناصر التفاهة وغيرها، ولا يصح إلى الصحيح، فلا يكون للوطن إلى ركائزه الأساسية وقيمه الراسخة و المتجدرة والتي لا يمكن بنائها إلا اجتماعيا لتتبلور في شكل مواطنة حقة.
ومن خلال ذلك:- أدعوك لتقديس العلم و المعرفة وبناء طاقات فكرية فذة، تعمل على تأطير المجتمع وتقويم سلوك أفراده على روح المواطنة قولا وفعلا.- أدعوك لاحترام المدرسة العمومية وتقديسها فهي العمود الفقري و السبيل لبناء الوطن.- أدعوك لاحترام رجل التعليم فهو أساس المدرسة ونواتها، ذلك الذي اختار التخلي عن راحته وخموله المحمود لأجل أبنائنا في عز أزمة الخوف و الهلع.- أدعوك لمحاربة التافهين ووضع حجر صحي على تفاهاتهم وبشكل مستمر حتى لا يساهموا في بناء جيل من الضباع ويعيقون مسار تطور مجتمعك.- أدعوك للالتفات إلى فئة عريضة من أبنائك تعيش في معركة هالكة تصارع فيها الفقر و البطالة وقلة الحيلة.- أدعوك للانتباه إلى سمو شعور نبيل وثقة عظمى اتضح أنها كانت خفية بينك وبين الشعب، شعور المحبة و التضحية و الشهامة و العطاء واستثمارها داخليا لتحديد اختيارات كبرى بديمقراطية عقلانية- أدعوك للاستفادة من هذه المحنة و العمل على بناء اقتصاد وطني بمقومات محلية ورسم معالم تنمية محلية تجعل منك قوة اقليمية وعالمية كما أتمنى.- أدعوك لاحترام العلماء و المثقفين فهم منارات الشعوب ونماذجها ومحاربة أشباح الظلام.- أدعوك لتقديس العلم و الفكر و الثقافة وقيم التضامن و المحبة و السلام………..و السلام عليك ورحمة الله
من شاب في ربيع هذا الوطن
( الوطن هو مرحلة ينسجم فيها المجتمع مع الدولة)
قم بكتابة اول تعليق