متابعة – محمد المطاعي
تعيش مجموعة من الدواوير التابعة لجماعات كدية بني دغوغ وامطل وتامدة بضواحي سيدي بنور في الآونة الأخيرة على وقع تخوفات من أزمة عطش والتي باتت تهدد الأمن الاجتماعي بالمنطقة، وجعلت سكان الجماعات المذكورة يلاحظون تراجع منسوب المياه في الآبار المعدة للشرب والتي يتراوح عمقها بين 70 و 100 متر أمام صمت الجهات المعنية المطالبة بتوفير حلول فورية للمشكل الذي بات يؤرق الساكنة والفلاحين الصغار ، سيما أن المنطقة أصبحت وجهة مفضلة للمستثمرين في زراعة الجزر بفعل تقنينه في أقاليم أخرى وبالتالي تزايدت المساحات المزروعة بهذه الجماعات بشكل لافت مما يحتم على السلطات الإقليمية ووكالة الحوض المائي إصدار قرار يقضي بتقنين العملية وتقليص المساحة المسموح استغلالها في زراعة الجزر إضافة إلى استعمال العدادات بالآبار المرخصة، وهدم غير المرخصة.
ووجد عدد من كبار الفلاحين في مناطق بورية أرضية خصبة لزراعة الجزر التي تزايدت خلال السنوات الأخيرة ومعها تكاثرت عمليات الحفر العشوائي للآبار، والتي كان لها أثر كبير على استنزاف الموارد المائية بالمنطقة حيث يتبين من خلال المعطيات المتداولة في أوساط الفلاحين والسكانية ، أن المساحات المزروعة المخصصة للجزر عرفت تطورا كميا ونوعياً. لكن هذا التطور تم على حساب الاستغلال البشع للمياه الجوفية والسطحية وتحت أنظار السلطات المحلية ووكالة الحوض المائي، و يجد المسؤولون أنفسهم أمام مجموعة من الخيارات للحد من أزمة تراجع الفرشة المائية في غياب سياسة مائية بتعدد المتدخلين في هذا المجال، وغياب تنقيط المخطط الوطني حول الماء، الذي سجل انخفاضا خطيرا على مستوى منسوب المياه في الفرشة المائية، الشيء الذي يهدد بجفاف العديد من الآبار وأثر سلبا على المزروعات المعيشية وكذا على الماء الذي يستعمله سكان الجماعات القروية المذكورة للشرب خاصة مع قلة التساقطات المطرية وجدير وبالذكر أن عملية غسل الجزر تتسبب في استنزاف آلاف الأطنان من مياه الآبار التي يتم تبذيرها بعد جنيه .
إن زراعة الجزر تعتبر الأكثر استهلاكا للماء من بين المزروعات الفلاحية ففي سنة 2017 كان عامل إقليم برشيد قد دق ناقوس الخطر بسبب استنزاف الفرشة المائية ببعض الجماعات الترابية خلال لقاء دراسي خصص لدراسة وضع اتفاقية من أجل تدبير تشاركي ومستدام للفرشة المائية الجوفية، والذي نظم من طرف وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية، إلى خطورة الاستعمال المفرط والعشوائي للمياه الجوفية بالإضافة إلى مشكل تلوث المياه الجوفية بسبب الاستعمال العشوائي لبعض الأسمدة والمبيدات الحشرية التي تصل نسبة منها إلى الفرشة المائية، وهو ما يشكل خطرا على المواطنين الذين يضطرون لاستعمال تلك المياه للشرب، كما طالب بتقنين زراعة الجزر ومزروعات أخرى.
فعمالة سيدي بنور مطالبة اليوم قبل فوات الأوان بالتدخل العاجل لتقنين وحماية المياه الجوفية من الاندثار والتلوث والمياه السطحية من الاستغلال المفرط وخارج إطارالقانون أما غياب شبه كلي للحوض المائي التابع له جماعات ما يسمى هلال الهشاشة .
قم بكتابة اول تعليق