متابعة : عزالدين الماعزي
نظم مختبر التاريخ، العلم والمجتمع ندوة دولية تحت عنوان: الحداثة بين التاريخ والفلسفة اليوم الأول الاربعاء 20نونبر 2019 بمركز الدكتوراه بكلية الاداب والعلوم الانسانية بالجديدة ؛ جاء في الورقة المقترحة، لا يخفى ان مفهوم الحداثة احد اكثر المفاهيم إثارة للجدل، الى جانب مفاهيم أخرى متعلقة به من قبل ما بعد الحداثة، الحداثة الفائقة، الحداثة السائلة…الخ. ويعد هذا الهوس بإعادة تعريف الحداثة تعبيرا عما شهده العالم المعاصر من ظواهر من شانها إعادة النظر في الكثير من القيم والمبادئ المؤسسة للحداثة، مثل الفاشية والنازية والستالينية التي كشفت بالنسبة الى اوربا عن هشاشة بعض شعارات الحداثة ووعودها . غير أن الأصوات الداعية الى الحداثة والمتمسكة بها لا تفتأ تنافح عنها بوصفها مشروعا لم يكتمل، أي أن الحداثة لم تحقق جميع وعودها، واصفة طوائف المتشككين في أمرها بكونهم محافظين جددا، وفي مقابل ذلك يرى ما بعد الحداثيون أن المشروع لم يهجر ولم يطله النسيان، وإنما دُمر، وتمت” تصفيته “؛ ويمثل أوشفيتز أحد رموز هذه التصفية .
هكذا صارت الحداثة محط مساءلة، لا من حيث قيمها فحسب، بل من حيث خطاباتها أيضا؛ واتسعت دائرة تعريفاتها، وترامت اطراف حقلها الدلالي (ايديولوجي فلسفي، استطيقي (جمالي)، أدبي وعلمي، ويتحصل من ذلك أن اختزال الحداثة في العلمانية ونزع الطابع السحري عن العالم (م . فيبر)، او بكلمة واحدة، العقلنة ،لن يتعدى إبراز جانب يسير من مشهد عام يسع البعد الديني والخرافي نفسه، ويرسم غاية معينة، وينيط به تحقيق مشروع انساني متكامل.
هكذا أمكن لمثقف عربي أن يضيف الحداثة بأنها ذات بعد تاريخي ، بل تاريخاني، وذلك حين عرفها بأنها عبارة عن تطلع مجموعات بشرية، من أزمنة وامكنة مختلفة، الى تعميم سلسلة متتالية من الأحداث التاريخية جرت اطوارها في زمان ومكان محددين ” مثل ” التحديث الذي ظهر مع الاستعمار “. وعندئذ، سيغدو النقاش قائما بين التقليد والتحديث، في الثقافة والفن، وفي السياسة والاقتصاد، وستصير الهوية هي قلق الحفاظ على الوحدة، أي التماهي مع أنا جماعي وموغل في القدم. وبالجملة، إن العصر الذي ننتمي اليه هو عصر الارتياب، عصر أزمة، اي زمن يقتضينا أن نحكم فيه على الزمن والانسان.
بعد كلمة عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية وكلمة اللجنة المنظمة وحفل شاي، كان الموعد مع الحصة الصباحية بعنوان الحدود والجنيالوجيات (١) برئاسة د. عبد النبي مخوخ ومشاركة د. محمد الدكالي جامعة محمد الخامس الرباط بعنوان : Monde et presence :Questions et problèmes
ثم مشاركة د. عادل حدجامي جامعة محمد الخامس الرباط : الحداثة تحولاتها : في نقد التصور التاريخي .ودة. ليلى مرنيسي جامعة تولوز فرنسا : بعنوان: Qu’est ce que l’homme ? à la Mort de l’homme ومشاركة د. السعيد لبيب جامعة ابي شعيب الدكالي الجديدة? La postmodernitė est -elle universelleومساهمة د. محمد المحيفيظ جامعة ابن طفيل القنيطرة : المداخل الدينية واللاهوتية للحداثة الغربية ، وفتح المجال لمناقشة العروض أمام الاساتذة والطلبة الحاضرين.
في الجلسة المسائية، كانت تتمة أشغال الندوة برئاسة د. محمد مزوز، افتتحتها دة. ميلاني ميريليس جامعة تولوز. جان جوريس فرنسا Le rapport entre la modernitité et la tradition : ود. محمد نعيم جامعة أبي شعيب الدكالي: السياسة والأخلاق عند دولباخ : محاولة لقلب القيم في القرن الثامن عشر ود. نصر الدين بن غنيسة جامعة بسكرة الجزائر: الهوية، مفاهيم معرفية ورهانات حداثية ود. عبد الهادي مفتاح جامعة ابي شعيب الدكالي: الحداثة بين الانعطاف والأفول ود. يونس الأحمدي جامعة ابي شعيب الدكالي: الحداثة السائلة : قراءة في أطروحة زيغمونت باومن تلتها مناقشة عامة .
وانتهت اشغال الندوة الاولى على ان تليها اشغال اليوم الثاني الخميس 21 نونبر 2019 بقاعة الدكتوراه بجامعة ابي شعيب الدكالي الجديدة وفق البرنامج .
قم بكتابة اول تعليق