بقلم الأستاذ: عبد الله قبس
إذا أصابتك نزلة برد أو لذغتك عقرب أو عضك كلب أو حتى ركلك حمار أو دحش صغير . إذا نزفت دما بسبب حادثة أو أصابك اختناق مميت أو ارتفعت حرارة ابنك الصغير أو أصيب بشيء ما يستدعي الرعاية والعناية فلا تخف ولا تحزن ستجد الطبيب حاضرا مشمرا عن ساعد الجد منذ أول يوم في الأسبوع إلى يومه السبت وقد يضيف الأحد والممرضون الممرضات سيسرعون لعلاجك فالدواء متوفر في صيدلية المركز الصحي بوفرة شديدة. سيعاملونك معاملة الملوك طبعا فلا تخف ولاتحزن مادمت في اثنين الغربية …
إذا أردت أن تعرف عظمة اثنين الغربية فزر شوارعها النظيفة التي تلمع كقطعة رخام وزر دروبها فلن تجد حبة طين واحدة . لن تجد إلا الورود والأزهار والأشجار والحوانيت المنظمة … لن تجد فيها إلا الوجوه البشوشة والقلوب الطيبة زرها سريعا وتمتع بكل ما سبق
إذا أردت أن تعيش تجربة جميلة من الوعي والوطنية فزر اثنين الغربية . تخيل معي هناك ألف جمعية تحرص على خدمة الشعب . جمعيات مسكينة لا تنام ليلا لتنجز مشاريع عملاقة للبلدة . وجمعيات تصرف من مالها الخاص لتطبيب الفقراء . جمعيات وجمعيات عظيمة نراها تقدم الكثير في كل وقت وحين
إذا أردت التجول في إحدى المرات رفقة أسرتك وتغيير روتين الحياة فستجد حديقة غناء واسعة وفي وسطها ألعاب متنوعة لأطفالك . كما ستروقك الساحة الكبيرة المخصصة لرياضة المشي . وإذا أردت أن تستمتع بمنظر االحديقة فهناك كراسي مناسبة تنتشر بعين المكان . إنها الجنة التي تمضي فيها أسر مدينة الغربية أوقاتها الفارغة
إذا أردت أن تتجول ليلا أو كان عندك غرض طارئ فالإنارة موجودة وواضحة وكأنك تتجول نهارا فلاخوف عليك فهناك شباب مثقف واع يسهرون على راحة الساكنة ينتشرون في الزوايا المظلمة يقرؤون كتبا ثقافية ويناقشون مواضيعا فكرية متعددة . وإذا أحسست بالخوف من الظلمة سيبلغونك بأمان . فلا وجود لظاهرة تدخين المخدرات ولا وجود لظاهرة التشرميل أبدا . الناس طيبون ولاوجود لكلاب ضالة ولاحتى لقطط متشردة فاثنين الغربية البلدة الوحيدة في المغرب التي تتوفر على مركز خاص للعناية وتطبيب الحيوانات المتشردة ياسلام
إذا أردت أن تدرس أبناءك فافرح وامرح فستكون في استقبالهم دار للشباب في حال سوء الأحوال الجوية لن يبقوا منتشرين كالذباب في الشوارع لأن هناك مراكز خاصة لإيوائهم ولن يظلوا طيلة النهار قرب الأشجار والأحجار والمزابل لا لا يوجد طبعا مكان مخصص لاستقبالهم وهو عبارة عن مكتبة كبيرة في وسط البلدة تستقبلهم وتحرص على راحتهم ووعيهم ….
إذا أردت أن تذهب للصلاة فهناك دورة مياه مريحة جدا ومسجد يحرص الجميع على نظافته ومسألة أخرى مهمة لاتجدها في أي بلدة أخرى الكل يخصص للمسجد صدقة خاصة من أجل تحسين حالته ونظافته . الساكنة تساهم بمالها من أجل تعليم أبنائها كما أنها تستقبل كبار العلماء ليلقوا دروسا قيمة وتسهر على راحتهم وتكرمهم نعم تكرمهم ….
إذا أردت أن تعيش في مدينة الغربية يجب أن تكون إنسانا عظيما وصبورا ثم عليك أن لا تقرأ هذا المقال لأنك عندما تزورها أو تقطن بها ستجد أن من كتبه يتحدث عن غربية أخرى لا توجد إلا في أحلامه.
قم بكتابة اول تعليق