منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية تعول على تقاسم التجربة المغربية مع القارة الإفريقية

قالت مرشحة فرنسا والاتحاد الأوروبي لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية( الفاو)، السيدة كاترين جيزلان لانيل، إن المنظمة تعول على تقاسم تجربة المغرب ونجاحه المتميز في المجال الفلاحي مع القارة الإفريقية.

وأكدت جيزلان لانيل في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباءـ أمس الأربعاء، ان المغرب عضو نشيط للغاية داخل منظمة “الفاو” حيث يقوم بالعديد من المبادرات للتعاون المشترك في إطار شراكات جنوب-جنوب ومتعددة الأطراف من خلال استثمار تجربته والانجازات التي حققها في مجال الفلاحة.

وسجلت المرشحة الفرنسية التي تقوم بزيارة للمغرب للمشاركة في فعاليات الدورة 14 للمعرض الدولي للفلاحة، ولحشد الدعم لترشيحها بالقارة الإفريقية، أن مخطط المغرب الأخضر يعد واجهة تعكس هذا النجاح المهم،مشيرة إلى أن المخطط مكن خلال 10 سنوات من إحداث أزيد من 250 ألف منصب شغل، وتطوير فلاحة حديثة ذات إنتاجية عالية، فضلا عن تنويع أكبر للمنتوجات الفلاحية.

وفي هذا الصدد ، أعربت عن عزم “الفاو” مساعدة المغرب لمواصلة جهوده لخلق المزيد من فرص الشغل في الوسط القروي وجعل الفلاحين الصغار الذين يركزون اليوم على حاجياتهم اليومية ، قادرين على الاندماج في اقتصاد السوق من خلال فلاحة ذات طابع تجاري أكبر تسمح بتلبية حاجيات الساكنة المحلية وأيضا التصدير .

وأوضحت السيدة جيزلين لانييل ، التي ترأست الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية لأزيد من 7 سنوات ،أن اختيارها للمجيء إلى إفريقيا بعد أيام قليلة بعد المقابلات التي أجريت مع المرشحين الأربعة لقيادة منظمة “الفاو” لم يكن محض صدفة ،مؤكدة رغبتها في مساعدة القارة على التغلب على العديد من التحديات الغذائية المرتبطة بشكل رئيسي بالنمو الديمغرافي ومحاربة التغيرات المناخية.

وأشارت إلى أن إفريقيا تمتلك امكانات هائلة لرفع التحدي المتمثل في تعزيز الأنشطة الفلاحية وزيادة الإنتاجية الفلاحية وضمان استدامتها ، مشيرة إلى أن الامر لا يتعلق بوضع “نموذج موحد في استراتيجيات البلدان الأفريقية ،ولكن باستلهام حلول وإنجازات التجارب الناجحة والاستفادة منها “.

وفي معرض تناولها للخطط والمشاريع التي تنوي تنفيذها في حال وصولها إلى منصب المديرة العامة لمنظمة “الفاو” ، قالت السيدة جيزلين لانييل إنها تعتزم إعطاء دفعة جديدة لهذه المنظمة الأممية من خلال جذب المزيد من الاستثمارات العمومية والخاصة في القطاع الفلاحي،لا سيما في الدول النامية ،مؤكدة أن الأمر يتعلق بالمساهمة في إنتاج غذاء كاف للعالم ، مع إرساء فلاحة أكثر استدامة وأكثر مقاومة لتغير المناخ.

وأضافت انه في عالم تطبعه شيخوخة الساكنة النشيطة في مجال الفلاحة، تحتاج جميع الأطراف إلى التعاطي مع القطاع الفلاحي كقطاع للمستقبل ، وذلك من خلال خلق سلسلة من الأنشطة الاقتصادية ، وللتحويل والتوزيع التجاري، وللخدمات يكون من شأنها ” المساعدة على ضمان مستقبل أفضل للشباب في الوسط القروي “.

ومن بين الإجراءات التي تعتزم أول امرأة مرشحة لقيادة منظمة الأغذية والزراعة اعتمادها هناك أيضا تعزيز دور المرأة في القطاع وفي جميع برامج وأنشطة المنظمة .

وقالت المرشحة الفرنسية البالغة من العمر 55 سنة، في هذا الإطار ، إنه بالرغم من الدور الأساسي الذي تظطلع به المرأة في الأنظمة الغذائية سواء من خلال تواجدها في الحقول والمصانع والتجارة ، فإنها تواجه صعوبات في الوصول إلى الموارد والقروض، معربة عن تطلعها إلى العمل على مساعدة الحكومات على التعرف بشكل أفضل على هذا الواقع والعمل معها لمعالجته.

وتشغل كاترين جيزلين لانييل حاليا منصب مندوبة وزارية لدى وزير الفلاحة والأغذية الفرنسي وعضو المجلس الإداري للمدرسة الوطنية البيطرية في تولوز. كما سبق لها أن شغلت مناصب عليا في وزارة الفلاحة الفرنسية.

وكانت جيزلين لانييل قد أطلقت مؤخرا حملتها الانتخابية لشغل منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ، حيث ستجري عملية التصويت في 22 يونيو المقبل بمشاركة ممثلي 194 بلدا عضوا بالمنظمة.

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


69 − = 59