شاعرات وإعلاميات تضئن شموع القصائد في عيد المرأة الأممي
شكلت فقرة “أصوات نسائية” لدار الشعر بمراكش، نافذة قارة ضمن البرمجة الثقافية والشعرية للدار، في انفتاح بليغ على المنجز الشعري النسائي المغربي. وصادف أن احتفت فقرة “تجارب شعرية”، نهاية الشهر الماضي، بأحد أيقونات الشعر المغربي والعربي، الشاعرة مليكة العاصمي. وفي عيد المرأة الأممي، والذي يصادف يوم 8 مارس من كل سنة، انفتحت فقرة أصوات نسائية” على الشاعرات الإعلاميات. وشهد اللقاء مشاركة شاعرات ينتمين الى مجال الشعر والإعلام، الى جانب حضور الفنانة فلك اقريقز في المصاحبة الموسيقية، في ليلة وفاء واعتراف اتجاه منجز ظل على الدوام رافدا خصبا لأفق القصيدة المغربية.
وخصصت دار الشعر بمراكش، هذه الفقرة “أصوات نسائية” للاحتفاء ببلاغات المنجز الشعري النسائي، ضمن سياق الحراك الذي يشهده السنوات الأخيرة، والذي أمسى يحظى باحتفاء خاص في الوسط الثقافي المغربي والعربي والعالمي. ومن من خلال استضافة الشواعر: فاطمة البارودي، الشاعرة والإعلامية المرموقة بالقناة الأولى المغربية، والتي ظلت حريصة على انفتاح صوتها الشعري على عمق وجداني وفلسفي. والشاعرة والصحفية ليلى بارع، والتي ظلت قريبة ومتابعة للمنجز الثقافي والفني بالمغرب، والتي اختارت أن تجعل ذاتها وأسئلتها الوجودية، معبرا لرؤاها الشعرية.
وأكد مدير دار الشعر بمراكش، الشاعر عبدالحق ميفراني، في مفتتح لقاء أصوات نسائية، “أن الدار مند افتتاحها يوم 16 شتنبر 2017، ظلت حريصة على الانفتاح على حساسيات وتجارب الشعر المغربي، بجميع ألسنه وبتعدد تجاربه وروافده ورؤاه.. وظلت المرأة الشاعرة حاضرة بقوة في جميع فقرات البرنامج الثقافي، وانضافت فقرة أصوات نسائية، كفقرة ثابتة ضمن استراتيجية الدار لاستقصاء المنجز الشعري النسائي المغربي”.
قرأت الشاعرة والإعلامية في القناة الأولى، فاطمة البارودي، بعضا من قصائدها الشعرية. نصوص مشبعة بحس وجودي وهوياتي، تسبغ عليه رؤيتها الخاصة وهي تلامس وجودها ضمن الكتابة وأفقها، تقول في نص “بلا انتماء”:
“هي ولادة.. بلا انتماء…/ هي انتماء الى اللانتماء…/ هكذا أولد../ أولد من جديد ../بلا أصدقاء….بلا أعداء…./ لا أحد يساوم…./ لا أحد يعاتب / بدون أحاسيس / أنظم جولاتي ../ وأحصي صولاتي…/ وأعود إلى قلعتي…../ إلى نجمتي../ لأنصهر فيها…/عساني أولد غدا…../ عساني أولد…../ بحياد….بلا انتماء”
وتتجه الشاعرة والاعلامية ليلى بارع، الصحفية التي تواكب المشهد الثقافي والفني بالمغرب، الى كينونتها. لتفتح بعضا من انجراحات هذه الذات التي تبحث عن بديل، وحياة أخرى. تقول في قصيدة موسومة ب””نسخة ثانية مني”:
“بمكان ما/ في هذا العالم/ تركت جزء مني../ أتطلع للأشياء الناقصة/ وأقول:/ إني على ما يرام/ ففي حياة أخرى/ قديمة/ مازلت كاملة/ كحبة قمح/ لم تبرعم بعد../ في هذه القصيدة المبللة/ ببدايات الشتاء”
وسهرت الفنانة والعازفة فلك اقريقز، من مراكش، على إعطاء لمسة خاصة للقاء. من خلال أداء مقاطع مشحونة بشجن وصوت أوبرالي جميل. وعزف متعدد على آلات موسيقية. ليظل مقام الشعر يحط على مقر دار الشعر بمراكش، في أمسية شهدت حضورا لافتا لجمهور الدار من رواد الكلمة الشعرية النقية. وتندرج فقرة “أصوات نسائية” ضمن برنامج غني من البرنامج الشعري الجديد، لدار الشعر بمراكش، للموسم الحالي 2018/2019. نافذة مفتوحة على المنجز الشعري المغربي، من خلال أصواته وحساسياته المتعددة.
كما تواصلت بمقر دار الشعر بمراكش، فقرات ورشات الكتابة الشعرية، إذ تنظم ورشة “شاعر في ضيافة الأطفال” الأربعاء، وهي ورشة خاصة بالأطفال واليافعين ويؤطرها الشاعر رشيد منسوم. الى جانب ورشة الكتابة الشعرية وعلم العروض، والموجهة للشباب، والتي تنتظم كل سبت صباحا بمقر الدار بمراكش، ويؤطرها كل من الدكتور محمد الطحناوي والأستاذ عبدالعزيز ساهير.
قم بكتابة اول تعليق