وسيلة صابحي : الوضع الفني المغربي عامة يشوبه تناقض و مفارقات غريبة …

حاورتها – سلمى جناح :
من هي وسيلة صابحي الإنسانة والفنانة ؟ 
وسيلة الإنسانة هي مواطنة مغربية من مواليد مكناس ..نصف صحراوية ونصف بربرية، اعتز بمغربيتي و لي غيرة على وطني رغم كل الصعاب و المشاكل التي يواجهها وطني، أحاول دائما أن أعطي صورة إيجابية عن المغرب أينما حللت و ارتحلت، و حلمي أن أرى مغربا متطورا ، متقدما على جميع المستويات. ..فلدينا كل المقومات و المؤهلات و الطاقات..فقط يجب إعادة النظر في بعض العقليات التي أصبحت سائدة و التي سأختزلها في جملة “أنا و بعدي الطوفان ” ،أنا إنسانة تنكر ذاتها عندما يتعلق الأمر بالقضايا ذات البعد الجماعي.
أما وسيلة فنيا فأنا فنانة مغربية محترفة..اتخذت الفن مهنة لي، أنا خريجة المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي، صقلت الفن بالموهبة بغية تحصيل رصيد ثقافي و فني مهم و التمكن نظريا و تطبيقيا من مفاتيح المهنة التي أمارسها ، و دلك بوعي تام مني أن الفنان إلى جانب اشتغاله ميدانيا فهو أيضا خير سفير لثقافة و فن بلده عربيا و دوليا.. مسيرتي الفنية المتواضعة اغتنت بالعديد من الأفلام و المسلسلات التلفزية و السينمائية و أيضا بالعديد من المسرحيات التي لاقت نجاحا وطنيا و دوليا.. بالإضافة إلى اشتغالي أيضا في مجال التنشيط الإذاعي والتلفزي ، و أيضا المهرجانات و اغتنت مسيرتي بانفتاحي على تجارب عربية و دولية .
الجميل أنني رجعت لصفوف الدراسة ، فانا ادرس بسلك الماستر المتخصص فى التعليم الفني و التربية الجمالية و للإشارة فلقد حصلت على الرتبة الأولى في هدا الاسدس بميزة حسن

ماهي أهم اللحظات الفنية التي لازالت راسخة بذهنك ؟
كل المحطات الفنية تطبعها لحظات فنية مميزة لا يمكن حصرها في تجربة او اثنتين..فقط على سبيل المثال لا الحصر، أول وقوف لي على خشبة مسرح محمد الخامس في أول تجربة مسرحية احترافية أمام جمهور عريض ..أيضا أول وقوف لي أمام الكاميرا أمام ممثلين كبار..حصولي على جائزة أفضل ممثلة بالمهرجان الوطني للفيلم القصير بالرباط …الخ الخ.. ثم أيضا اللحظات الصعبة التي توجه لك فيها انتقادات مجانية أو حاقدة تشتم منها رائحة الإحباط و كسر العزيمة ،أما النقد البناء فهو دائما مرحب به .

كيف ترين الوضع الفني المغربي عامة ومجال السينما والتلفزيون والمسرح خاصة ؟
الوضع الفني المغربي عامة يشوبه تناقض و مفارقات غريبة، ،بالنسبة للمسرح مثلا ،عرف المغرب في السنوات الأخيرة عدة تجارب مسرحية ناجحة تتوج عربيا و دوليا..عرف أيضا تزايد في عدد الفرق..في عدد خريجي المعهد المسرحي. ..إلا ان الميزانية المخصصة له تبقى ضعيفة رغم المجهودات المبذولة بالمقارنة مع القطاعات الأخرى كالتلفزة او السينما..بالنسبة للتلفزيون..يجب تحقيق التوازن بين الكم و الكيف من الإنتاجات..فما أحوجنا إلى انتاجات تلفزيونية غزيرة لكن مع مراعاة الجودة و حسن الانتقاء و الاهم من كل هذا هو احترام الجمهور المغربي واحترام دوقه الفني، فالمغربي بانفتاحه على القنوات الأجنبية و الثقافات المختلفة فهو متلقي دكي يميز بين ما يخاطب ذكاءه و ما يحاول استغباءه..هناك تجارب تلفزية ناجحة إلى جانب أخرى عديدة تكرس الرداءة و البلادة.

يلاحظ بالسنوات الأخيرة قلة الإنتاج السينمائي نظرا لدفاتر التحملات هل اثر ذلك على المجال وكيف ترين تدخل الدولة بالميدان وهل هناك دعم كافي للفنانين ؟
صادق المجلس الإداري للمركز السينمائي المغربي على دفاتر التحملات المتعلقة بدعم إنتاج الأعمال السينمائية. .بهدف تشجيع الإنتاج الوطني و احترام معايير الجودة و التعددية و تكافؤ الفرص و التعددية الإبداعية…هي خطوة جيدة خصوصا مع ندرة أو انعدام المستثمرين الخاصة في السينما…لكن في نظري و رغم نجاح و تطور السينما المغربية و تمثيلها تمثيلا مشرفا للمغرب في مهرجانات دولية ، الا ان القطاع لا زالت تشوبه بعض الخروقات..مثلا يجب إعادة النظر في اللجان المشكلة التي توكل لها مهمة الحسم و الفصل في الملفات المرشحة..حيث نرى إقحام أسماء لا علاقة لها بالمجال..،احترام شروط النزاهة..، المصادقة على باريم او سلم الأجور خصوصا بالنسبة للممثلين…،المراقبة و المحاسبة في حين إهدار المال العام او عدم توصل الممثلين او بعض التقنيين بمستحقاتهم المادية.

ماهو جديدك الفني ؟
جديدي الفني فيلم تلفزي سيعرض في رمضان .. أيضا بصدد التحضير لتصوير برنامج جديد …. وسأقوم بعدة جولات مسرحية مثل مسرحية “نايضة”إخراج امين نسور. ..مسرحية” درهم الحلال”اخرا ج هشام الجباري…مسرحية ” دموع بالكحول”إخراج اسماء هوري ..ثم مسرحية البيضة فالطاس إخراج عبد الكبير الشداتي…….و ان شاء الله سأبدأ تداريب مسرحية جديدة”صمت له كلامه”للدكتور عبد الرحمن بن زيدان من نوع المونودراما……اما الفيلم السينمائي القمر الأحمر للمخرج حسن بنجلون فلازال يشارك بالمهرجانات الوطنية و الدولية. 

ماهو موقفك من المشاهد الحارة والجنسية وهل لازلت على رأيك بعدم قبولك لادوار مثيرة ؟
بالنسبة لي المشاهد الحارة و الجنسية مكانها في الأفلام البورنوغرافية و لازلت على رأيي في عدم قبولها، الجرأة بالنسبة لي هي خلق مقاربة فنية تروم طرح قضايا حساسة او مسكوت عنها ، سياسية أو اقتصادية او اجتماعية ، حياتنا كلها جرأة فقط كل واحد منا يصرفها بطريقته و عقله و مبادئه.

لقد أصبحنا نرى أن النشاز مثل “عطيني صاكي ” وحك لي نيفي ” والكلام السوقي بالمشاهد السينمائية يتسيدون عدد المشاهدات ، هل هذا راجع لضرورة الإنتاج أم انحطاط الذوق العام بالمغرب وهل نحن قادرون فعلا على تجاوز الحدود فنيا ؟
الأذواق الفنية بالمغرب ليست وليدة اللحظة و إنما لها امتدادات أيضا في القرن الماضي، مثلا حينما ظهرت الظاهرة الغيوانية أوائل السبعينات و ما ترتب عنها من بروز لغة جديدة و جرأة غير مسبوقة في طرح العديد من القضايا… استنكرت عدة أصوات هده الظاهرة و نعتوها بكل الأوصاف المستصغرة و لكن الظاهرة كانت لغة زمانها و عصرها بل و ستظل خالدة في كل الأزمنة . 
بالنسبة لليوم هناك ظواهر فنية جديدة تعبر عن جيل اليوم، تطرح قضاياه، بلغته التي يفهمها و يستخدمها في معيشه اليومي…أكيد اننا انبهرنا بالعديد من التجارب..و رفضنا جزءا منها. .هدا الجزء الذي يجب ان نعتبره في حكم”الشاد”و القاعدة تقول:الشاد لا يقاس عليه. و يبقى المغربي أصيل في ذوقه بحكم تشبعه بثقافة و تراث عريق لا يمكن ان ينسلخ عنه رغم إيمانه بضرورة الانفتاح على كل الأشكال و الألوان الفنية.

كلمات ومعاني : 
*السحيمي : أعجبتني مغربته للأدب العالمي، و لكنه يبقى علامة استفهام. .. 
*الصحراء المغربية : استحضر جملة الملك محمد السادس”المغرب في صحرائه و الصحراء في مغربها” .
*المسلسلات التركية : طفرة فنية لبلد صديق. .جاءت بعد موت الدراما السورية و تراجع الدراما المصرية. ..و سذاجة كبيرة بترجمتها بالدارجة و جعلها المنتوج الأكثر استهلاكا في بيوت المغاربة .

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


+ 67 = 77