الجديدة: إبراز دور المقاومة المغربية في مواجهة الوجود البرتغالي بدكالة

الجديدة 9 فبراير 2023

شكل موضوع المقاومة المغربية للوجود البرتغالي بدكالة محور لقاء نشطه أمس الأربعاء الباحث الجيلالي الضريف بمقر متحف المقاومة بالجديدة، حيث توقف عند الفترة التي سبقت خروج البرتغاليين من المدينة.

فبعد هيمنة استمرت 260 عاما، جرى إخلاء آخر جيب برتغالي يقع على ساحل المحيط الأطلسي المغربي فجر يوم السبت 11 مارس 1769، كما قال الأستاذ الضريف الذي سلط الضوء على هذه الصفحة المجيدة من تاريخ مازاغان، والتي تميزت بالحصار الكبير للمدينة المحصنة بقيادة السلطان سيدي محمد بن عبد الله.

وفي سياق متصل أكد الباحث الضريف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش هذا اللقاء المنظم بمبادرة من مديرية المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير (الجديدة)، بتعاون مع جمعية ذاكرة دكالة للحفاظ على التراث، أن المغرب والبرتغال يتقاسمان ماض مشترك منذ العصور القديمة، مع وجود تأثيرات متبادلة لسنين طوال.

كما أكد على الاهتمام الذي يوليه الكتاب والباحثون البرتغاليون والمغاربة في السنوات الأخيرة للجانب المتعلق بالذاكرة التاريخية المغربية البرتغالية، مشيرا إلى أن الحدود التاريخية لمنطقة دكالة تمتد من أم الربيع (أزمور) إلى تانسيفت (أغوز أو الصويرية القديمة).

كما ميز المحاضر بين المراحل المختلفة لاستعمار آسفي سنة 1508، ثم أزمور في شتنبر 1513، وصولا إلى شهر دجنبر 1541 عندما غادر البرتغاليون هذه المدن.

وأوضح أن هذه الفترة تميزت بغارات شنها البرتغاليون على قرى دكالة لإخضاع سكانها، لافتا إلى أن هذه الغارات لم تمر دون وقوع ضحايا وأسرى من البرتغاليين”، مستشهدا أساسا بحرب بولعوان (11 أبريل 1514)، وحرب أولاد عمران (19 مايو 1516).

كما تناول المحاضر الفترة المصيرية لسنة 1536، عندما قرر جواو الثالث ملك البرتغال بناء حصن في مازاغان (Cap) وتخلي عن آسفي وأزمور.

وبالعودة إلى الفترة الممتدة من بناء حصن مازاغان حتى عام 1562، فقد استشهد المحاضر بأعمال ومراسلات ومخطوطات تسلط الضوء على هزيمة لويز دي لوريرو (حاكم مازاغان) بعد هجوم نفذته قوات مولاي محمد الشيخ.

وأوضح الضريف أنه في الفترة الممتدة من حصار 1562 إلى 1769 (تحرير مزاغان)، تقدم العديد من المنشورات معلومات دقيقة عن مازغان وأسماء المناطق المحيطة بها، واستراتيجيات الحرب بين البرتغاليين وسكان أزمور واولاد بوعزيز وأولاد فرج.

في السياق ذاته، أبرز متدخلون آخرون مشكلة النقص الكبير في الأرشيفات المحلية، وغياب مركز توثيقي قادر على جعل التوثيق للوجود البرتغالي بالجديدة ودكالة متاحا بشكل عام للباحثين والطلبة.

وتمت الإشارة أيضا إلى أن هذا النوع من المبادرات الشخصية والخاصة من قبل باحثين يظل ضروريا لسد الفراغ المسجل من حيث البحث التاريخي والميداني. 

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


+ 76 = 84