المغرب الآن – دبي، 11 فبراير 2019:
كيف نجحت الصين بتحقيق هذه القفزة الاقتصادية والتكنولوجية والاقتصادية؟ وما هو سر نجاحها في مختلف القطاعات التنموية؟ الإجابة عن هذه الأسئلة تكمن في خمسة مكونات أساسية غيرت من الدور العالمي للصين.
المكون الأول لسر الصين العظيم يكمن في تبني النمو العلمي ووضعه في قلب جميع الخطط التنموية التي تصممها الحكومة الصينية والتي تسير على نهجها جميع المؤسسات الحكومية والخاصة. فالصين خصصت مبالغ طائلة لدعم البحوث العلمية والتكنولوجية بما يتجاوز 20% من الموازنة المرصودة. وبالنسبة للحكومة الصينية تبدو البحوث العلمية أهم بكثير من توفير الخدمات التي يمكن أن يتم تحويلها للقطاع الخاص.
أما المكون الثاني لسر الصين العظيم فيكمن في تبني الاقتصاد الرقمي كعمود فقري لجميع الاقتصادات الفرعية الأخرى، وتقدم الحكومة الصينية العديد من الحوافز لمؤسسات القطاع الخاص لدعم الاقتصاد الرقمي أكثر من أي اقتصاد آخر، وتعلم أن ذلك يعمل بصورة متسارعة على دعم الشركات الحالية وتأسيس شركات تكنولوجية جديدةً تدعم المستقبل التكنولوجي للصين.
المكون الثالث لسر الصين العظيم يكمن في خلق أنماط استهلاكية جديدة في الصين وخارجها عبر تعزيز الابتكار التكنولوجي الذي يوفر أكثر مما يحتاجه الإنسان حالياً، فهذا الابتكار يعمل بالتدريج على استحداث أنماط استهلاكية جديدة تسهم في رفد النظام الاقتصادي وتعزز من نموه. فالاقتصاد التكنولوجي لا يمكن أن يستمر بالنمو المتسارع بدون أن تكون هناك أنماط استهلاكية تدعم الطلب عليه.
المكون الرابع لسر الصين العظيم هو بناء منظومة تدريبية في مجال التكنولوجيا تعمل على تأسيس أجيال متعاقبة من المبتكرين والعاملين في مجال التكنولوجيا. وتعمل الصين من خلال هذه الأجيال على الاستحواذ على نسبة كبيرة جداً من الاقتصاد الرقمي العالمي.
أما المكون الخامس لسر الصين العظيم فيكمن في تغيير دور الحكومة من توفير الخدمات المبتكرة إلى توفير البيئة المبتكرة والأدوات اللازمة التي تسمح لشركات القطاع الخاص من تبني دور الحكومة في تقديم الخدمات.
قم بكتابة اول تعليق