الثانوية التأهيلية سيدي بنور تبصم على تكريم متميز لثلة من الأساتذة أحيلوا على التقاعد

       رشيد بنيزة 

ترسيخا لثقافة الاعتراف وعرفانا وتقديرا للجهود المضنية المبذولة من قبل ثلة من الأساتذة الذين نذروا أنفسهم، طيلة مشوارهم المهني الحافل بالعطاء، والجدية والمسؤولية ونكران الذات، لتقديم رسالة تربوية حبلى بالقدسية والنبل لأجيال متباينة تعاقبت على المؤسسات التربوية التي اشتغلوا بها بمختلف المحطات ، نظمت ثانوية سيدي بنور التأهيلية حفلا لتكريم عدد من الأساتذة الذين أحيلوا على التقاعد خلال سنة 2020 صباح يوم السبت 04 يونيو 2022 بمساهمة ودعم جمعية أمهات وآباء وأولياء المتعلمات والمتعلمين بالمؤسسة ويتعلق الامر بكل من : : محمد تقوى أستاذ الفلسفة ، جواد بحري أستاذ اللغة الفرنسية ،أحمد القريطي أستاذ اللغة الإنجليزية ، المصطفى الفتيحي أستاذ العلوم الفيزيائية ، عبد الفتاح مخنتر أستاذ علوم الحياة والأرض ، والأستاذة ثورية ملين أستاذة العلوم الفيزيائية .
وقد استهل هذا الحفل المتميز الذي قام بتسيير فقراته الأستاذ وحيد الغندور بتلاوة آيات بينات من الذكرالحكيم قدمها الأستاذ هشام روان ثم الاستماع للنشيد الوطني المغربي ، بعد ذلك تقدم الأستاذ فؤاد الهليوي مدير المؤسسة بكلمة ترحيبية بالحضور ثم توجه بشكل خاص للمحتفى بهم بكلمة شكر مفعمة بالمحبة والعرفان لما أسدته هذه الثلة من الموظفين في قطاع التربية والتكوين، وتنويها لجهودهم القيمة في التدريس ولما أبانوا عليه خلال كل مراحل حياتهم المهنية عن كفاءتهم وفاعليتهم حيث قدموا جليل الأعمال والخدمات لهذا القطاع الوطني الهام، وأسهموا بشكل فعال في إنجاح أوراش التدريس ومراكمة النجاحات والنتائج الإيجابية .
ولأن المحتفى بهم الذين ظلوا شعلة مضيئة في جسم أسرة التربية والتعليم ، وعملوا بجد ومثابرة بهذه المؤسسة العريقة لعشرات السنين مما سيجعل مكانتهم راسخة ومحفورة في الذاكرة التربوية بالإقليم ككل وبهذه المؤسسة بشكل خاص ،
فقذ خص منظمو الحفل كلمة وشهادة في حق كل واحد منهم يلقيها أستاذ نيابة عن أساتذة المادة التي كانوا يدرسونها حيث ألقى الأستاذ عبد الكبير الغواتي كلمة أساتذة مادة الفلسفة في حق الأستاذ محمد تقوى وتكلف الأستاذ عبد الفتاح بوماطي بكلمة أساتذة اللغة الفرنسية في حق الأستاذ جواد بحري أما المحتفى به الأستاذ أحمد القريطي فقد وجه له كلمة الشكر الخاصة بأساتذة اللغة الإنجليزية الأستاذ ميلود الشدياني في حين تكلف الأستاذ محمد طه بكلمة أساتذة مادة الفيزياء في حق الأستاذ المصطفى الفتيحي والأستاذة ثورية ملين أما كلمة علوم الحياة والأرض فقد كانت للأستاذ جمال نور الإسلام في حق الأستاذ عبد الفتاح مخنتر.
وقد توحدت كل هذه الكلمات والشهادات الصادقة في حق المحتفى بهم خلال هذا الحفل حيث أن المدح والثناء والإطراء لا يبلغ مبلغه الصحيح إلا إذا كان في موضعه وأن العِقد لا يزدان به الجيد إلا إذا كان الجيد مزدانًا بالحسن ليلتقي الجمال بالجمال .
فالكل خاطبهم إن لم يكن بالكلمة فبالدمعة، وكانت الكلمات بتعدد التعبيرات ووحدة المضمون، تبرز كل واحدة منها منسوب وحقيقة مخزون الحب والتقدير المكنون للمحتفى بهم. شهادات منها الرسمية التي تُليت فوق المنصة، وأخرى في القاعة لم يتم النطق بها لكن ترجمتها نظرات وتقاسيم وجوه الحاضرات والحاضرين، وعكستها دموع الوفاء التي انسكبت في صمت انحناء لهؤلاء الهامات التي تركت بصمات من ذهب في سجل حافل بالعطاء والبذل في سبيل تنوير درب أجيال تعاقبت على هذه المؤسسة .
واغتنم الأستاذ عبد الله حبيب الله المدير السابق لثانوية سيدي بنور فرصة حضوره هذا الحفل البهيج، للتعبير عن امتنانه العظيم للأساتذة المكرمين منوها على عزم الأساتذة المحتفى بهم، وإصرارهم القوي في أداء الرسالة المنوطة بهم، حيث كانوا يجمعون بين الكفاءة و الأخلاق المهنية التي كرسوها في تنشئة الأجيال وتكوين الكفاءات بكل تفان ونكران للذات. واعتبر الأستاذ حبيب الله الحفل لحظة اعتراف ووفاء وتتويج لمسيرة حافلة بالعطاء والجد والإخلاص شاكرا بذلك اللجنة التنظيمية وإدارة المؤسسة على هذه الالتفاتة النبيلة في حقهم وفي ختام كلمته هاته وجه الأستاذ حبيب الله دعوة لجميع الحاضرين بأن يرفعوا أكف الضراعة متوجهين لله عز وجل بأن ينظر بعين الرحمة والشفاء للأستاذ الفاضل عبد اللطيف لكنيزي الذي يعاني آلام المرض وقد وقف الجميع احتراما واستجابة لهذا الطلب لما للرجل من مكانة وقيمة كبرى لدى الجميع .
كما وجه ناظر المؤسسة الأستاذ العياشي زرويل رسالة شكر وعرفان لجميع المحتفى بهم شاكرا لهم كل ما قدموه خلال مرحلة مشوارهم المهني وأكد خلال هده المناسبة أن ثانوية سيدي بنور التأهيلية ستواصل مسيرة العمل الجدي مع جميع مكوناتها وأنها ستستمر في حمل مشعل التتويج والخلق والإبداع بفضل مجهودات جميع الأطر التربوية والإدارية وجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ .
وخلال هذا الحفل البهيج كانت هناك العديد من الأنشطة الفنية قام بتنشيطها أعضاء الأندية التربوية للمؤسسة حيث قدم عدد من المتعلمات والمتعلمين لوحات فنية عبارة عن مسرحيات وفقرات أخرى باللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية وأيضا شاركت طفلة صغيرة بأنشودة رائعة تحية للمعلم وقد شارك أيضا الفنان المبدع سعيد خرشي بوصلات موسيقية بآلة العود خلال تلك الفقرات الفنية . كما كان لحضور الشاعر والأديب المتميز الأستاذ الطاهر لكنيزي دورا كبيرا في إضافة لمسة فنية وإنسانية على هذا الحفل من خلال مشاركة أدبية خاصة حيث ألقى قصائد شعر يثني من خلالها على هؤلاء المكرمين والمكرمات تركت أثرا كبيرا في نفوس الحاضرين .
وفي ختام هذا الحفل الذي كان ناجحا بكل المقاييس بفضل كفاءة اللجنة المنظمة التي كانت تتكون من نخبة من الأطر التربوية والإدارية حيث مر كلمح البصر لما اختزله من لحظات جياشة ومشاعر فياضة تم تقديم هدايا وتذكار لجميع المكرمين والمكرمات وتوثيق هذه اللحظات في الدفتر الذهبي للمؤسسة من خلال توقيعه بكلمات للمحتفى بهم وصور تذكارية مع المكرمين وباقي الحضور .

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


− 1 = 7