الجديدة: انعقاد لقاء علمي لاكتشاف التراث المغربي البرتغالي والحفاظ عليه

Volée de mouettes survolant la mer au port d’Essaouira "Mogador". 04112020-Essaouira

الجديدة 29 ماي 2022 ومع :

عقد مركز الدراسات والأبحاث في التراث المغربي-البرتغالي (CERPML)، بتعاون مع مؤسسة عبد الواحد القادري بالجديدة، لقاء علميا يوم الجمعة الماضي حول موضوع: “التراث المغربي البرتغالي: المعرفة والمحافظة والاندماج في عملية التنمية”. وخلال هذا اللقاء، المندرج ضمن برنامج الأنشطة المسطرة لشهر التراث 2022، تناول عالم الأنثروبولوجيا والمتاحف، رضوان خديد، مسألة المتاحف في المغرب ، ونشأتها ونطاقها ، ومحاولات إنشاء متحف في مازاغان منذ زمن الحماية ، مع التأكيد على أهمية إنشاء متحف في الجديدة لعرض الغنى التراثي المادي واللامادي للمدينة. وقال إن “المتحف ليس مستودع لإيواء القطع التراثية، فهو قبل كل شيء تعبير عن هوية وحضارة، ومركز تعليمي ومؤسسة ثقافية تساهم بشكل عميق في تحقيق التنمية الاقتصادية”، مشيرا الى كونه واثقا على أن التوجه الجديد في علم المتاحف “قادر على تلبية هذه التوقعات بالكامل”. ومن خلال تناولها لموضوع الاستدامة والحكامة الرشيدة في تدبير التراث المادي واللامادي، تحدثت الأكاديمية وعالمة الاجتماع عائشة حليم عن مفهوم التراث ومكوناته المادية واللامادية ومكانته في المدينة. وسلطت الضوء على التراث العمراني، من خلال تحليل مكانته في مشاريع التخطيط والتنمية العمرانية للمدينة ، فضلا عن الاهتمام أو عدم الاهتمام الذي يوليه إليه صانعو القرار المحليين من حيث التحسيس والحماية والتثمين.

وألقت الباحث نظرة نقدية على حالة إدارة التراث في دكالة، مع تقديم أمثلة ناجحة عرفتها المنطقة والتي كان لها تأثير إيجابي على المواطنين.

وأخذا بعين الاعتبار كون التراث في مقدمة قاطرة التنمية المتكاملة والمستدامة ، أشار الدكتور أبو القاسم الشبري من جهته ، إلى أن ثراء التراث المغربي البرتغالي المشترك لا يستقطب التدفقات السياحية المرجوة من البرتغاليين، معربا عن أسفه لكون الجديدة وآسفي وأزمور وأصيلة “لا تشكل حتى محطة عبور في المسارات السياحية الوطنية”.

وتوقف عالم الآثار المتخصص في التراث البرتغالي ومدير المركز (CERPML) عند خريطة التراث المغربي البرتغالي في المغرب من سبتة إلى بوجدور ، لعرض التأثيرات المتبادلة بين البلدين، في مقاربة متعددة الثقافات من خلال سلسلة من الأمثلة الإثنولوجية والأثرية، كشاهد عيان على هذا التبادل الحضاري أثناء التواجد المغربي في شبه الجزيرة الإيبيرية والتواجد البرتغالي بالمغرب.

كما قدم السيد شبري أمثلة على الجهود المبذولة للحفاظ على هذا التراث، وعن التغطيات الإعلامية الوطنية والدولية لهذا التراث وكذا الندوات والمحاضرات المفتوحة في وجه العموم أو بالمؤسسات التعليمية والزيارات.

تلا العروض التقديمية نقاش مثمر، حيث ظهرت الحاجة إلى التعريف بهذا التراث بشكل أفضل ، لا سيما من خلال البرامج المدرسية والإعلامية ، وأهمية الحفاظ على هذا التراث حتى يتمكن من لعب دوره الرئيسي بشكل فعال في تحقيق التنمية المستدامة.

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


63 + = 66