الجريمة الإلكترونية والأخطار المرتبطة بالأنترنيت محور ندوة تربوية بالثانوية التأهيلية سيدي بنور

  رشيد بنيزة

بهدف التحسيس بظاهرة الجريمة الإلكترونية وخطورتها على التنشئة التربوية والاجتماعية للمتعلمات والمتعلمين ، وانسجاما مع انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها وذلك من أجل ترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني كرافعة أساسية لتخليق الحياة المدرسية ، احتضنت الثانوية التأهيلية سيدي بنور صباح يوم الجمعة 17دجنبر 2021 فعاليات ندوة محورها ” الجريمة الالكترونية والأخطار المرتبطة بالأنترنيت ودور الأمن في حماية المجتمع ” بحضور رئيس مكتب الصحة المدرسية والامن الإنساني بالمديرية الإقليمية لسيدي بنور وكل من السيد مدير الثانوية التأهيلية لسيدي بنور وناظر المؤسسة وعدد من الإداريين وبعض أساتذة المستويات التي حضرت اللقاء .
ويندرج هذا النشاط التربوي ضمن سلسلة من اللقاءات التحسيسية التي تواصل من خلالها المنطقة الأمنية بسيدي بنور بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة استهداف مختلف المؤسسات التعليمية بالوسط الحضري للتصدي للظواهر السلبية وتقوية مناعة المتعلمات والمتعلمين لتفاديها وتجنب مخاطرها وأيضا تفعيلا لأدوار الحياة المدرسية والتحسيس بمخاطر بعض السلوكات المشينة، وترسيخا لقيم المواطنة والسلوك المدني ، كما يأتي في سياق تفعيل برنامج عمل المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بسيدي بنور واستكمالا للمحطات التحسيسية المتنوعة في الأهداف والمواضيع والفئات المستهدفة داخل الوسط المدرسي .
وقد تميزت هذه الندوة بكلمة ألقاها السيد مدير الثانوية ذكر من خلالها بأهمية هذا اللقاء باعتباره فرصة ومحطة للتحسيس والحوار حول موضوع بات يؤرق الأسر المغربية والمجتمع المدرسي ، لما يشكله من خطورة على المجتمع ، وما يمثله من تهديد للدور التربوي الذي تلعبه المدرسة في التنشئة الاجتماعية وترسيخ القيم النبيلة والسمحة والسلوك المدني مذكرا بالتحديات التي يعرفها الوسط المدرسي على مستوى القيم والأخلاق .
مؤكدا على ضرورة الاستعمال الأمثل والإيجابي للنظم والوسائل المعلوماتية واستغلالها في تحصيل وتطوير المعرفة والرقي المدرسي موجها شكره العميق لرجال الأمن الساهرين على سلامة وأمن المجتمع ومشيدا بدور المديرية الإقليمية في تكثيف اللقاءات التحسيسية للتصدي للظواهر السلبية التي قد تعيق مسار المتعلمات والمتعلمين .

وفي كلمته التأطيرية قدم ضابط الأمن الممتاز السيد بوشعيب الأنصاري مجموعة من التعريفات الفقهية للجريمة الإلكترونية كشكل من أشكال السلوك غير المشروع الضار للمجتمع ،وكفعل عمدي ينتج عن استعمال غير مشروع للأدوات والوسائل المعلوماتية ولفت إلى خطورة سوء استعمال الإنترنت ووسائط ومنصات التواصل الاجتماعي من طرف التلاميذ مما قد يعرضهم للسقوط ضحايا سوء استغلال هذه الوسائط ، والتأثير عليهم بالأفكار الهدامة ، وقد يؤدي بهم ذلك لارتكاب أفعال يجرمها القانون وأن أكثر أنواع هاته الجرائم انتشارا هي تلك المرتبطة بالأخلاق والتزوير والغش والنصب والاحتيال كما قدم أمثلة لذلك .
وتحدّث بإسهاب عن مفهوم الجريمة الالكترونية ذات الطابع المادي، التي تتمثل في كل سلوك غير قانوني مرتبط بأي شكل بالأجهزة الإلكترونية ، يتسبب في حصول المجرم على فوائد مع تحميل الضحية خسارة ، ودائماْ يكون هدف هذه الجرائم هو سرقة وقرصنة المعلومات الموجودة في الأجهزة، أو تهدف إلى ابتزاز الأشخاص بمعلوماتهم المخزنة على أجهزتهم المسروقة
كما تحدث عن خصائص الجريمة الالكترونية باعتبارها افرازا لتطور تقنية المعلومات وتداولها في جميع القطاعات ، مما جعلها تتميز عن الجرائم التقليدية أو المستحدثة بخصائص مختلفة .
وركز في مداخلته على أهمية التحسيس والتوعية خصوصا في صفوف القاصرين والشباب وتنبيهم إلى خطورة هاته الجرائم وسبل الاستعمال الصحيح والإيجابي والآمن لوسائل ومنصات التواصل الاجتماعي والمعلوماتي وأن المقاربة الأمنية والمعالجة العقابية والردعية وإن كانت ضرورية لضمان استقرار المجتمع وحماية حقوق أفراده المادية والمعنوية ، لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تحد لوحدها من مختلف مظاهر وأشكال الجريمة ومن بينها الجريمة المعلوماتية .
هذا وشكلت مرحلة المناقشة فرصة للتلاميذ من أجل طرح مختلف الأسئلة ذات الصلة بالموضوع والتي تلقوا عنها أجوبة وتوضيحات كافية من طرف المشاركين في هذا اللقاء التواصلي والتحسيسي كما عرفت أيضا مداخلة للسيد ناظر المؤسسة أكد من خلالها بأهمية هذا اللقاء التحسيسي موجها نصائح للتلميذات والتلاميذ بضرورة التعاطي بشكل إيجابي مع مخرجات هذا اللقاء لتحصين أنفسهم من المخاطر المحتملة في حالة الاستعمال السيئ للأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي .

أما بالنسبة لمشاركة الأطر التربوية خلال هذا اللقاء الهام فقد كان لمادة الفلسفة حضورها القوي حيث ربط الاستاذ الغواتي عبد الكبير موضوع اللقاء ببعض الدروس التي تدرس خلال مرحلة التعليم الثانوي ويتعلق الأمر بدرس الفلسفة والقيم لذى تلامذة مستوى الجدع المشترك وايضا درس مفهوم التقنية للسنة الاولى بكالوريا ودروس أخرى عندما اصبح التطور التكنولوجي والتقني محط تأمل للتفكير الفلسفي حيث لا يستقيم الوجود الإنساني إلا بسمو الأخلاق والقيم النبيلة.

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


5 + 5 =