بقلم – مصطفى المريزق
نجاح “الخضر” في الانتخابات الفرنسية التي جرت يوم أمس، هو نجاح مستحق بعد تراكم نضالي ميداني طويل وعسير..خلفيته العلم والمعرفة والثقافة..وقاعدته رجال ونساء وشباب من طينة المناضلين الحقيقيين لحما ودم..وليس مناضلين مزورين مغشوشين لا نعرف من أين أتوا للسياسة..؟
منذ سنة – ولدينا الحجة والدليل- ، طالبت حركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل، بتشكيل جبهة مدنية للتنمية والديمقراطية بالمغرب.
وبعد تداول الفكرة في صالونات المركز، وبدل التفاعل الايجابي مع هذه الرؤية، تم الاعلان بسرعة عن تشكيل ” الجبهة الاجتماعية المغربية” لنفس الاهداف من طرف، 30 هيئة سياسية ونقابية وحقوقية، قيل انها جاءت ك” ضرورة موضوعية للتكتل وتوحيد المبادرات”، ل ” المطالبة بأجرأة العديد من المطالب ءات الطابع السياسي والثقافي والاجتماعي”.د، وابتي لا نعرف اليوم مآلها!
وبمناسبة فاتح ماي لهذه السنة، طالبنا من جديد بجبهة وطنية ديمقراطية وموحدة للانتصار الجماعي على ” كورونا” وتداعياتها، لكن لا حياة لمن تنادي.
ونحن نتتبع ما يحدث في فرنسا وفي العديد من بلدان العالم، ندرك تمام الادراك، ان كل شيئ يتغير الآن بسرعة فائقة، وان المستقبل هو للتكتل والتضامن والتفاعل الايجابي مع كل المبادرات التي تحمل الأمل لمواجهة ” أغوال” المستقبل”.
التكتلات التي عرفتها الانتخابات الاخيرة في فرنسا، رغم نسبة المقاطعة العالية، أثمرت نتائج عملية وملموسة في العديد من البلديات، وأظهرت من جديد إعادة التموضع والتحالفات واستحضار ر هانات المستقبل.
عمدة بلدية العاصمة الفرنسية باريس آن هيدالغو، حصلت على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى، ولكنها أعلنت تحالف قائمتها مع حزب ” الخضر” لتفوز بأكثر من خمسين في المئة من الأصوات، متقدمة على مرشحة اليمين رشيدة داتي، فيما حلت أنيييس بوزين، مرشحة الحزب الحاكم، في المرتبة الثالثة. وكذلك الشأن في العديد من البلديات التي تقدم ” الخضر” في عدة مدنها الكبرى في أعقاب الدورة الثانية.
ورغم كل الازمات التي نمر منها، فهناك امكانات عديدة لإعادة الأمل للمغاربة، إذا عملنا على خلق شروط التغيير، بعيدا عن الصراعات الزعماتية والشعبوية، وبعيدا عن حشر غرباء عن الفعل السياسي في جسم السياسة.
قم بكتابة اول تعليق