كتبتها – نسرين الصّافي **
بُني المسجد الكبير أو ما يعرف بالمسجد العتيق للحي البرتغالي بالجديدة، داخل القلعة البرتغالية “مازكان” بأمر من السلطان العلوي مولاي عبد الرحمان بن هشام (1859-1822م) في إطار أعمال ترميمه وإعادة تأهيله لهذه القلعة خلال عشرينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وذلك بغرض تشجيع المغاربة المسلمين على الإقامة والعيش بداخل القلعة البرتغالية.
وتجدر الإشارة إلى أن البرتغاليين، عند اضطرارهم لإخلاء المكان سنة 1769م، بسبب حصار السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله للقلعة، قد قاموا بتلغيم هذه الأخيرة وتعريضها للانفجار، ممّا تسبّب في هدم كثير من بناياتها ومرافقها. وظلت القلعة مخرّبة وشبه خالية زهاء خمسين سنة قبل أن تشهد أشغال تجديد مهمة وإعادة إعمار على عهد السلطان عبد الرحمان بن هشام.
يشرف هذا المسجد على الساحة المركزية للقلعة (Praça Terreiro)، غير بعيد عن الكنيسة البرتغالية “سيدة الصعود”.
يتميز هذا المسجد بمئذنته الفريدة ذات الأوجه الخمسة المتواجدة فوق برج الرباط، وهو أحد أبراج المراقبة في الحصن البرتغالي الأوّل الذي يتوسّطه خزّان الماء البرتغالي بقلعة مازكان. وكان برج الرّباط يمثل أعلى أبراج هذا الحصن، حيث كان يعلوه عمود دائري للإشارات للتبليغ عن أي هجمات مرتقبة.
تم تحويل برج الرّباط إلى مئذنة للجامع الكبير بعد سنة 1880م، في عهد السلطان مولاي الحسن الأوّل (1894-1873م). وذلك حتى يتمكن الناس من سماع الآذان للصلاة بصوت أعلى، بفضل علوّ المنارة الجديدة مقارنة مع المنارة القديمة للمسجد. وقد تمّ ربط البرج المحوّل بالمسجد بواسطة جسر صغير تعلوه غرفة صغيرة.
المئذنة الأصلية لمسجد مازكان هي رباعية الأوجه، وهي ماتزال قائمة للآن بمحاذاة الجامع في واجهته المشرفة على الزقاق.
**محافظة مدينتي الجديدة وأزمور بالمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بالجديدة
قم بكتابة اول تعليق