نحن والخليج..أسئلة التاريخ والحاضر

بقلم – الدكتور محمد الزهراوي

ثمة أشياء ومظاهر ومؤشرات، تؤكد أن العلاقة بين المغرب وبعض دول الخليج ليست على ما يرام، من المحتمل أنه سوء فهم عابر أملته تعقيدات طارئة، أو قد يكون العكس، أي أن ما وقع ويقع اليوم، من المحتمل أن يكون مجرد ” اشتباك مؤقت” للتطويع ولسلب الإرادة والسيادة، أو قد يكون هذا الوضع المحتقن ما هو إلا تعبير عن مخاض تشكل تحالفات جديدة تقطع مع الماضي، تحالفات تخرج عن المعتاد، تتمرد عن التاريخ والعواطف والتقاليد، لتدخل مرحلة جديدة وفق قواعد ومحددات مغايرة..

ماذا يقع بعيدا عن حسابات السياسة ؟

بكل بساطة وبلغة أقرب إلى الواقع، ملك المغرب باسم المغاربة يرفض أن تكون المملكة المغربية بتاريخها وحضارتها مجرد رقم زائد في معادلات التحالفات والمواقع، رفض أن يكون المغرب تابع لمتبوع ..لا مجال للحديث عن حصار أو مقاطعة أو حرب في اليمن، فهي مجرد مغامرات شبان يجرون بلدانهم نحو المجهول، ذاك حقهم واختيارهم، فليحتموا مسؤولياتهم أمام شعوبهم والتاريخ، لكن، المغرب لا ولن يكون تابعا لمتبوع، أو تابعا للأسياد الحقيقيين كأمريكا وغيرها..

لماذا المغرب وما سر تعنت المغاربة ؟

قد يختلف المغاربة فيما بينهم، ورغم مشاكل ومشاغل الحياة، رغم النكسات والنجاحات والإخفاقات، لكن، الامبرطورية المغربية رغم أنها مريضة اليوم، و صارت مترامية الأطراف بفعل تقلبات الدهر، فهي لم تكن تابعة في يوم، حارب المغاربة الأسبان والبرتغال والفرنسيين كي لا يكونوا تابعين، ولا داعي مرة أخرى لذكر تفاصيل تلك المعارك، بل كانت جيوش هذه الامبرطورية تعبر أوربا وقت ما شاءت وحيثما أرادت، وكانت أوربا ترتعش عندما تتحرك الجيوش من مراكش، لهذا وذاك، لا تزال اسبانيا تحتل سبة ومليلية المغربيتين بدعم أوربي، تحتل المعابر والجسور.. فالمخيال الاسباني لم يتخلص من عقدة مرور الجيوش، عقدة جعلت الأسبان حتى يومنا هذا ورغم السلم يوجهون صواريخ باتريوت نحونا وإلينا..

ماذا عن حلفاء الأمس ..الخليجيون ؟

بعيدا عن السب والشتم واللطم، الأخوان في الخليج أو الشبان الجدد الذين يقودون، لم يرقهم أن المغرب الكبير ليس كما ظنوا أو كما توهموا، المشكلة، أن الشابين، انطلقوا بحماسة مفرطة، حماسة زائدة تسببت لهم في خسائر فادحة، لا داعي الخوض فيها الآن. المهم، في ظل الحماسة والاندفاع نسو أو تناسوا أن مغرب الحسن الثاني، كان جسرا ومنصة نحو الغرب، ساعدونا وساعدناهم، ليس مهما القول أو التذكير أن الراحل الحسن الثاني احتضن أمميا وساهم في قيام الإمارات، لا داعي الحديث عن مؤمرات وخيانات كانت تحاك ضدهم، عندما كان الغرب والفرس يهددونهم ويتوعدونهم بعدما جادت عليهم الأرض، وظهر النفط، عندما حاولت إيران ابتلاعهم..لكن المغرب وقف إلى جانبهم وساعدهم في البناء..وما أصعب أن تبني دولة، بالمقابل، لا ينكر إلا جاحد، أنهم خاصة السعودية والإمارات، وقفوا إلى جانب المملكة،عندما خاضت الحرب التحريرية في الصحراء..لكن، من منطلق الوعي بالتاريخ والمصلحة، قالها لهم الملك محمد السادس في عقر داهم وبصريح العبارة " ما يمسكم يمسنا.." عندما تخلت عنهم أمريكا، لأجل هذا وذاك، الشبان، يحتاجان إلى قراءة التاريخ، إلى العودة ولو قليلا إلى الوراء، ليستوعبوا شيئا من الدروس، وليفتحوا ذهنهم وأعينهم.. ولكي  ليفهموا بدل إضاعة الجهد والوقت، أن المغاربة ليسوا تابعين لأحد مهما ضعف اقتصادنا، ومهم اشتد المرض بالإمبراطورية....

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


57 − 56 =