أكد الرئيس السنغالي ماكي سال، أمس السبت 26 يناير في دكار، أن علاقات “خاصة” تم نسجها بين المملكة المغربية والسنغال توطدت وحافظت على استمراريتها.
وقال رئيس الدولة السنغالي، في كلمة له خلال حفل أقيم بمقر إقامة الشيخ محمد المدني تال، خادم الحضرة العمرية عشية انطلاق الدورة 39 للزيارة السنوية للتيجانيين العمريين، المنظمة تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين الملك محمد السادس، إن “علاقات خاصة بين المملكة المغربية والسنغال تم نسجها بوقت طويل قبل استقلال البلاد، تواصلت وتوطدت”.
وبهذه المناسبة، تم تخصيص ترحيب حار للوفد المغربي الحاضر برئاسة أحمد قسطاس، مدير مديرية الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والذي كان يضم سفير المملكة في السنغال، طالب برادة، وممثل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، عبد اللطيف بكدوري أشقري، ورئيس المجلس العلمي المحلي للجديدة، عبد المجيد محيب. وتابع الرئيس سال مخاطبا الوفد المغربي، المشارك في هذا الحفل، بقوله “أود أن أطلب منكم أن تبلغوا عني لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي هو صديق للسنغال، امتناننا وشكرنا”.
وأكد سال بالقول “يمكنني ان اقول لكم ان ما يربطني بصاحب الجلالة الملك محمد السادس علاقات مطبوعة بالود والاحترام المتبادل والصداقة”، مصمما العزم على بذل كل ما يلزم للحفاظ على هذه “العلاقة الخاصة ” بين المغرب والسنغال. ومن جانبه، أشار قسطاس، في مداخلته، الى أن العلاقات الأخوية التي تربط الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، وفخامة الرئيس ماكى سال، تنبع من العلاقات الروحية الراسخة والمتجذرة تاريخيا بين المغرب والحضرة العمرية.
وقال إن الشعبين المغربي والسنغالي يشتركان في علاقات روحية تمتد طويلا في الزمن، لافتا الى أن العلاقات الأخوية بين المغرب والسنغال يمكن أن تكون مثالا يحتذى على المستوى العالمي. وتعليقا على الدور الذي يقوم به معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، قال قسطاس إن عددا من الأئمة السنغاليين يتلقون تكوينهم في هذا المعهد، وهم معروفون بحسن سلوكهم وجديتهم ورغبتهم في الاستزادة من التعلم، خاصة أئمة الطريقة التيجانية. وفي ما يتعلق بالفرع السنغالي لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فأكد مدير مديرية الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بأن انضمام العلماء السنغاليين إلى هذه المؤسسة لن يمنحها إلا مزيدا من الإشعاع والقوة.
ومن جهته، أبرز الشيخ محمد المدني تال، خادم الحضرة العمرية ورئيس رابطة العلماء بالسنغال، العلاقات الأخوية المتجذرة تاريخيا بين المغرب والسنغال، وخاصة مع الأسرة العمرية، مذكرا بأن ” السلاطين المغاربة كانوا دائما خير عون للشيخ عمر الفوتي (أحد كبار المتصوفين والعلماء المسلمين)، وتبادلوا معه الرسائل، وقدموا له الدعم المعنوي والمادي”. وعقب هذا الحفل، رفع خادم الحضرة العمرية أكف الضراعة إلى الله العلي القدير أن يمنح الملك محمد السادس الصحة وطول العمر ومزيدا من التقدم والرخاء والأمن للشعب المغربي.
تجدر الإشارة الى أن المغرب حرص دائما على أن يكون الوفد المغربي المشارك في الزيارة السنوية للتيجانيين العمريين في مستوى هذا الحدث الذي يشكل مناسبة مهمة للصلوات والأذكار والتضرع إلى الله والتأمل والنهوض بقيم الإسلام، التي ترفع من شأن العلم والعمل والمحبة والتسامح والسلام. ويخصص هذا الحدث، الذي يعد أكبر تجمع ديني للطائفة التيجانية بدكار، للاحتفاء بذكرى خليفة الطائفة التيجانية العمرية سيدو نورو تال، سليل عائلة أنجبت علماء كبارا كرسوا حياتهم لنشر القيم الأصيلة للإسلام. وكما هو شأن جده الحاج عمر تال خليفة الأسرة العمرية (1980-1880)، يمثل تييرنو سيدو تال مرجعا هاما لمريدي الطريقة التيجانية في السنغال ومنطقة غرب إفريقيا.
وتعد الطريقة العمرية إحدى أكبر الطرق الصوفية بالسنغال، ومهد الإسلام الصوفي المتعدد المشارب والروابط المشتركة مع المدارس الصوفية بالمغرب، التي تميزت بإشعاعها بمجموع القارة على مدى قرون.
وتتوفر الأسرة التيجانية العمرية على مريدين عديدين بمالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وغينيا وغامبيا.
قم بكتابة اول تعليق