دعا خبراء وأكاديميون، أمس الاثنين بالرباط، إلى “تجاوز الصراعات السياسية وتغليب المصلحة العامة من أجل طي مرحلة الجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي منذ سنوات”.
وأكد المشاركون في ندوة نظمتها المؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات، في موضوع “المغرب الكبير .. رؤى وتوافق”، بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس الاتحاد المغاربي، على “ضرورة ترجيح كفة المصالح الاقتصادية على الخلافات السياسية واستحضار المقومات الوازنة المتوفرة، بهدف بعث دينامية وروح جديدة داخل هذا التكتل.
وفي هذا الصدد، توقف عبد الفتاح بلعمشي، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، عند السياق التاريخي لصراع بلدان الاتحاد المغاربي وكفاحها ضد المستعمر، مبرزا خصوصيات وعناصر النموذج السياسي والاقتصادي الذي تبنته كل دولة بعد الاستقلال.
واعتبر أن المرحلة الراهنة تقتضي انخراط كل الفعاليات السياسية والمجتمع المدني والأكاديمي في مبادرات ملموسة وتشكيل قوة ضغط قادرة على تجاوز العوائق التي تعرقل مسار البناء المغاربي، مشيرا إلى أن تنزيل الرؤية الإفريقية للمغرب يمر، بالأساس، عبر تقوية علاقاته مع دول الجوار باعتبارها حلقة أساسية لتحقيق هذا الطموح.
من جانبه، سلط الأستاذ محمد الشيكر ، الباحث في الفكر الفلسفي المعاصر، الضوء على القواسم التاريخية والثقافية المشتركة بين البلدان المغاربية والرهانات المستقبلية التي تجمع بينها وتفرض بلورة رؤية منسجمة بين هذه الدول.
وتطرق المحلل السياسي محمد بودن، من جهته، إلى عناصر القوة التي تميز منطقة الاتحاد المغاربي كتنوع وغنى الموارد الطبيعية والبشرية، والموقع الجيو-سياسي والقدرة على خلق التنافسية الاقتصادية، وكذا عناصر الضعف التي تعتريها، حيث ذكر غياب الاندماج الإقليمي والتكامل على مستوى السياسات وضعف التجارة البينية، مقدما مقارنة مع باقي المنظمات على الصعيد الإفريقي، والتي قطعت أشواطا وحققت مكاسب مهمة في هذا الجانب.
من جانبهما، أكد كل من الفاعل المدني التونسي محمد أحمد حسني، والباحث الليبي في العلوم السياسية والتواصل السياسي أبوبكر ناصر الحاسي، “أهمية الإرادة السياسية لدى كافة الدول المغاربية لطي صفحة الجمود الذي يرخي بظلاله على هذا التكتل الإقليمي”، منوهين في هذا السياق ب”دور جلالتي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني في خدمة المنطقة والدفاع عن مصالحها على كافة المستويات”.
بدوره، وبعد أن ذكر الإعلامي عبد الهادي مزراري باللحظة التاريخية لتأسيس اتحاد المغرب العربي في شهر فبراير 1989 بمراكش، أبرز التطورات المتسارعة التي عرفتها بلدان المنطقة والتي أسفرت عن الوضع القائم حاليا داخل هياكل الاتحاد.
ودعا جميع بلدان المنطقة إلى اعتماد التعاون والحوار الدائم وتظافر الجهود لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية المشتركة، والرهان على التكتل كخيار استراتيجي وكفيل بتحقيق أهداف التنمية والتطور الاقتصادي.
وتعمل المؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات على تثمين الثقافة المغاربية بكل أنواعها ومجالاتها الفنية والفكرية، وعلى تقوية إشعاعها دوليا، من خلال تنظيم لقاءات ومواعيد ثقافية وفنية.
قم بكتابة اول تعليق