الخرقة السايسية بدكالة .. صناعة الجلابة المحلية للارتقاء بأوضاع المرأة القروية

الجديدة 5 فبراير 2022

تشكل صناعة الجلابة أو الخرقة السايسية بدكالة ماركة مسجلة وعلامة فارقة، بالنظر لجودتها وفنيتها وازدياد الطلب عليها. 

وتتمركز هذه الصناعة بتراب الجماعة القروية لزاوية سايس التابعة لدائرة سيدي إسماعيل بإقليم الجديدة، حيث تساهم في الارتقاء بأوضاع المرأة القروية. 

وفي هذا السياق ، تضطلع الخرقة السايسية بدور مهم في التنمية المحلية، لكون صناعتها تتم عبر عدد من النساء العاملات في قطاع النسيج، إذ تضمن لهن مدخولا شهريا يعينهن على تلبية حاجاتهن في ظل تراجع الأنشطة الفلاحية بمنطقة دكالة .

ولتثمين المنتوج المحلي، لجأت الصانعات إلى التكتل عبر تأسيس تعاونية أطلق عليها اسم ” التعاونيـة الحسنية للخرقة السايسية”، تضم 55 صانعة، يعملن بشكل دوري ومستمر، مما سهل عليهن تجميع المنتوج وتسويقه بالسعر الذي يستحقه، عوض بيعه للوسطاء بالأسواق الأسبوعية.

وبهذا الخصوص، أكدت فاطمة الزهراء الخليلي المديرة الإقليمية للصناعة التقليدية بالجديدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الحاجة دفعت الصانعات إلى تأسيس هذه التعاونية، بتنسيق مع المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية، وباقي الشركاء، فتمخض عن هذا الجهد إخراج مشروع ” دار الصانعة بجماعة زاوية سايس” إلى الوجود، والذي يعتبر “متحفا تراثيا”. 

ويهدف المشروع، حسب الخليلي، إلى المحافظة على الخرقة السايسية وتطويرها، وتحسين أوضاع المرأة القروية، وإبراز إبداعات الصانعة السايسية ومساهمتها في تنمية الاقتصاد المحلي .

وساهم في إحداث هذا المشروع، الذي قدرت تكلفته الإجمالية، بـ 1.500.000,00 درهم، كل من القطاع الوزاري للصناعة التقليدية، وغرفـة الصناعة التقليدية بجهة الدار البيضاء سطات، والجماعة القروية لزاوية سايس، والمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالجديدة، إضافة إلى التعاونية الحسنية للخرقة السايسية، التي أسندت لها مهمة التسيير والتدبير . 

وأضافت المديرة الإقليمية ذاتها، أن دار الصانعة بزاوية سايس، تعتبر متحفا تراثيا، وضع رهن إشارة المرأة القروية للاستفادة من مرافقه (قاعة للعرض وقاعة للإنتاج وقاعة للتكوين).

وتستفيد الصانعات والنساء القرويات المنضويات تحت لواء التعاونية الحسنية للخرقة السايسية ، من تكوين مستمر، يتعلق بتثبيت الخرقة والصباغة الكيماوية، كما يستفدن من برنامج التكوين بالتدرج المهني الذي يسهر عليه القطاع الوزاري للصناعة التقليدية، تطبيقا لمقتضيات القانون الجديد المنظم للتعاونيات. 

من جهتها، أكدت أمينة سايسي حسني، نائبة رئيسة التعاونية الحسنية للخرقة السايسية، أن دار الصانعة جاءت لتخفف العبء على المرأة القروية القاطنة بتراب جماعة زاوية سايس، من حيث اقتناء المواد الأولية وتبادل الخبرات وتجميع الإنتاج وتسويقه في ظروف مالية مقبولة.

وأضافت أن الانضمام إلى تعاونية، سهل مأمورية الصانعات، بفتح باب التكوين وتبادل الخبرات عبر المشاركة في المعارض والتظاهرات المنظمة محليا ووطنيا ودوليا، وهو ما جعلها تستفيد من حق استعمال الشارة الوطنية للصناعة التقليدية برسم سنة 2016، علاوة على أنها استفادت أيضا من العلامة الجماعية للتصديق برسم سنة 2019.

وأكدت نائبة الرئيسة، أن التعاونية الحسنية شاركت، قبل انتشار فيروس كورونا المستجد في مارس 2020، في عدة تظاهرات وملتقيات وطنية بالجديدة ومراكش والدار البيضاء. 

وتحرص التعاونية كل سنة على تنظيم معارض بدار الصانعة بزاوية سايس بتنسيق مع غرفة الصناعة التقليدية لجهة الدار البيضاء سطات والمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالجديدة، حيث تخصص فضاءات لعرض الخرقة السايسية والنسيج التقليدي والخياطة التقليدية والطرز وفن الديكور والفخار التقليدي والطرز الأزموري.

وأوضحت أن التعاونية تنتج الخرقة السايسية لصناعة الجلابيب والستائر والسلهام .. وتتكون من صنف جلباب “حبة حبة” وجلباب “السدا في السدا”، مع الإشارة إلى أن الصانعات تنتجن الخرقة بناء على الطلبات حسب الألوان المرغوب فيها.

وتتوزع أنواع الجلابيب على جلباب “طرشة” (Simple) وجلباب مخطط “طرشة” ، وجلباب “بدحة حبة” و”بدحة سدا”، وتتطلب الخرقة استعمال الصوف بعد تهيئتها وغزلها، مع استعمال الحرير الذي ينقسم بدوره إلى قسمين، حرير الصابرة وحرير الدودة (دودة القز) وهو ما يعرف عند الصانعات بالحرير الهندي، الذي يتوفر على جودة عالية.

وتبقى الإشارة إلى أن الخرقة السايسية تضررت كثيرا بسبب تفشي فيروس كورونا، إذ لم يعد عليها الإقبال بسبب منع الحفلات والأعراس والمواسم ومنع تنظيم التبوريدة، التي تفرض على المشاركين فيها استعمال الجلباب والسلهام .

وهو ما أكدته أمينة السايسي حسني، التي أشارت إلى أن سعر الجلباب تراجع من 1500 درهم إلى 800 و1000 درهم للسبب نفسه. 

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


3 + = 5